إيران بين محكمتين
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

إيران بين محكمتين

 فلسطين اليوم -

إيران بين محكمتين

بقلم : خير الله خير الله

تجد إيران نفسها بين محكمتين موجودتين في لاهاي، اختارت اللجوء إلى المحكمة التي تناسبها من بين المحكمتين. فعلت ذلك بعدما اكتشفت أن العقوبات الأميركية الجديدة ليست مزحة.

إيران تجد نفسها بين محكمتين موجودتين في لاهاي
كان يمكن للجوء إيران إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي من أجل رفع العقوبات الأميركية عنها أن يشكل خطوة مهمّة ذات طابع إيجابي في اتجاه اعتماد نوع من العقلانية في التعاطي مع المشاكل التي يعاني منها هذا البلد داخليا وخارجيا.

إنّها مشاكل انعكست سلبا على المواطن الإيراني أولا، قبل دول الجوار والمنطقة. هذه الدول، التي من بينها لبنان، تعاني الويلات بسبب تجاهل إيران أي قيم أو مبادئ ذات علاقة من قريب أو بعيد بالقانون، أي قانون. في مقدّم هذه القيم والمبادئ التي تخرقها إيران يوميا التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وإنشاء ميليشيات مذهبية فيها من أجل تقويض مؤسساتها.

كان في استطاعة المواطن الإيراني لو توفر حد أدنى من العقلانية لدى النظام الانتماء إلى بلد يضمن له حدا أدنى من من سبل العيش الكريم. هل يمكن الكلام عن دولة ذات علاقة بالقانون في إيران حتّى يصحّ اللجوء إلى القانون الدولي لحماية المصالح الإيرانية؟

كان يحق لإيران اللجوء إلى القانون الدولي لو أنّها احترمت هذا القانون في يوم من الأيّام داخل أراضيها أو خارجها وذلك منذ العام 1979، تاريخ انتصار ثورة شعبية حقيقية على نظام الشاه الذي مرّ في السنوات الخمس الأخيرة من حياة محمد رضا بهلوي بحال من التخبّط على كلّ صعيد. كان الشاه يعالج من السرطان في السنوات الخمس الأخيرة من حكمه. وزاد المرض كثيرا من تردّده في وقت لم يكن هناك ميل أميركي أو أوروبي للدفاع عنه ومساعدته من أجل إبقائه في السلطة.

في ضوء لجوء إيران إلى محكمة لاهاي، يظلّ السؤال هل التزمت “الجمهورية الإسلامية”، التي أسسها آية الله الخميني، القانون الدولي يوما حتّى تتمتع بحماية هذا القانون؟ الجواب لا كبيرة نظرا إلى أن النظام الذي قام بعد نجاح الثورة بدأ بضرب عرض الحائط بكل نوع من القوانين.

 كانت السمة الأولى لهذا النظام اللجوء إلى العنف للتخلص من كلّ خصومه في الداخل، بما في ذلك الوجوه الليبيرالية في “حركة تحرير إيران” التي لعبت دورا في غاية الأهمية في نجاح الثورة الشعبية. يمكن إيراد أسماء لعدد كبير من الشخصيات التي ذهبت ضحية الثورة على الثورة التي نفّذتها مجموعة من رجال الدين للقضاء على احتمال تطوير النظام في مرحلة ما بعد التخلص من الشاه ونظامه الذي كانت “السافاك”، أي جهاز الاستخبارات، عماده ووجهه البشع.

كان مهدي بازركان من أبرز الشخصيات التي استُبعدت مباشرة إثر تمرير مرحلة التخلص من الشاه. كان بازركان الذي اتهم بإقامة اتصالات مع الإدارة الأميركية رئيسا للحكومة الأولى التي تشكلت بعد الثورة. كان شخصية محترمة ناضلت طويلا من أجل قيام نظام يحترم الإنسان وحقوقه في ظلّ دستور متطور.

 لكن كلّ ما قام به انتهى بعد أشهر قليلة من تشكيل حكومته. بدأت الثورة الإيرانية في تلك المرحلة تأكل أبناءها شيئا فشيئا وصولا إلى ما وصل إليه الوضع الإيراني الآن. أكلت شخصيات من مشارب مختلفة مثل صادق قطب زاده ومصطفى شمران وإبراهيم يزدي وأبوالحسن بني صدر وآخرين كثيرين.

 يمكن حتّى طرح تساؤلات عن علاقة ما للنظام في إيران، الذي كان يعد نفسه في 1978 لتسلم السلطة، بإخفاء السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان في ليبيا. جاء اختفاء موسى الصدر في مثل هذه الأيّام من ذلك العام في سياق التخلّص من أيّ شخصيات كان يمكن أن تلعب دورا في مرحلة ما بعد سقوط الشاه.

في كلّ الأحوال لا يمكن إلا الترحيب باحتكام إيران إلى القانون الدولي أخيرا بعيدا عن العودة إلى فتح ملفات قديمة تذرعت بها لخرق هذا القانون. كانت ذريعتها الأهمّ الدور الذي لعبته الاستخبارات الأميركية (سي.آي.أي) والبريطانية في إسقاط حكومة محمّد مصدق ذات الشرعية الدستورية في العام 1953. لم تكتف الاستخبارات الأميركية والبريطانية وقتذاك بإسقاط الحكومة الإيرانية، بل أعادت الشاه إلى عرشه، الذي كان يعرف بـ”عرش الطاووس” وإلى ممارسة السلطة بكامل صلاحياته.

لم يكن لكلّ التصرفات الإيرانية، بعد العام 1979 ما يبررها. إذا خرق الأميركيون القانون، هل يجوز احتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران 444 يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979 بحجة أن هؤلاء “جواسيس”. كان احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين من بين الوسائل التي اعتمدها النظام الإيراني الجديد للتخلص من بازركان وقيادات “جبهة تحرير إيران”.

كان يمكن مواجهة السياسة الأميركية بالمنطق، أي منطق القانون. فضلت إيران منذ 1979 اللجوء إلى العنف ولا شيء غير ذلك. كان ذلك دخولا في لعبة الهرب المستمر إلى أمام، وهي لعبة أخذت مداها البعيد في كلّ من العراق وسوريا ولبنان واليمن حيث صار لإيران ميليشياتها المذهبية التي تنشط في كلّ المجالات.

بمحض الصدفة، ترافق لجوء إيران إلى المحكمة الدولية في لاهاي مع حملة شنّها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله على المحكمة الدولية التي أنشئت بقرار لمجلس الأمن تحت الفصل السابع للنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ليس سرّا أن “حزب الله” ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني.

هل يجوز أن تستنجد إيران بالقانون الدولي للهرب من العقوبات الأميركية فيما لا يحقّ للبنان السعي إلى حماية نفسه من مزيد من الجرائم المماثلة لجريمة اغتيال رفيق الحريري الذي أعاد بيروت ولبنان إلى خريطة المنطقة وأعاد إلى اللبنانيين طوال سنوات (بين 1992 و2005) الأمل بحياة أفضل في بلدهم؟

هل يحق لإيران ما لا يحق للبنان الذي لم يرتكب أي جريمة بحق أي دولة من دول المنطقة؟ لماذا كل هذا التهديد للبنانيين الصادر عن حسن نصرالله بسبب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي يرفض مسبقا الاعتراف بالحكم الذي ستصدره؟ هل لأن المحكمة تعرف تماما من قتل رفيق الحريري والدور الذي لعبته إيران والنظام السوري بطريقة أو بأخرى للقضاء على كل أمل بالحياة في لبنان؟

تجد إيران نفسها بين محكمتين موجودتين في لاهاي. اختارت اللجوء إلى المحكمة التي تناسبها من بين المحكمتين. فعلت ذلك بعدما اكتشفت أن العقوبات الأميركية الجديدة والتي سيبدأ تأثيرها في الظهور في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل ليست مزحة، خصوصا أنّها تستهدف صادراتها النفطية.

نسيت إيران أن المحاكم الدولية ليست مطعما يختار فيه الزبون ما يناسبه من لائحة الطعام ويرفض ما لا يعجبه. هذا ما تتجاهله إيران لا أكثر ولا أقلّ، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بلبنان الذي تعتبر نفسها أكملت سيطرتها عليه في ضوء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران بين محكمتين إيران بين محكمتين



GMT 03:23 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

ستون عاماً على الزلزال السوري

GMT 07:48 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

الحقد … بديل رفيق الحريري

GMT 06:52 2020 الخميس ,02 تموز / يوليو

هروب الدولار من لبنان

GMT 06:21 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

رهان عربي على مصر.. من ليبيا

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 14:26 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نجوى إبراهيم ضيفة إسعاد يونس للمرة الأولى منذ سنوات

GMT 07:34 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"مطعم القطط" يعتبر من أجمل الأماكن لتناول الطعام

GMT 11:49 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لهدايا كتب الكتاب للعروس

GMT 22:21 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فهرية أفجان تستعد لتصوير إعلان جديد مع جينيفر لوبيز

GMT 10:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

روجينا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث جلسة تصوير

GMT 20:33 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

كفيتوفا تتجه بإيجابية إلى مستقبلها بعد عام على إصابتها

GMT 15:20 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

رينو الفرنسية تفتتح مصنعًا لها في الصين

GMT 16:59 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

سيارات رياضية يمكنك شراؤها بأقل من 10 آلاف دولار أميركي

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

عزوزة يوضح المشاكل ومعوّقات الاستثمار في الجزائر

GMT 04:54 2017 الإثنين ,31 تموز / يوليو

"كوفالوب" شمال كيب تاون يتكون من 8 غرف نوم

GMT 17:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المخرج كوستا جافراس بضيافة سينما زاوية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday