سلاح غير شرعي وسياسة واقتصاد
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

سلاح غير شرعي وسياسة واقتصاد

 فلسطين اليوم -

سلاح غير شرعي وسياسة واقتصاد

بقلم : خير الله خير الله

ماذا تنفع لبنان كل دراسات العالم من أجل تحديد أفضل الطرق والوسائل للنهوض باقتصاده ما دامت هناك ميليشيا مذهبية اسمها “حزب الله” تابعة لـ“الحرس الثوري” الإيراني تعرقل كل خطوة يمكن أن تساهم في تحقيق أي تقدم على أي صعيد كان.لا يحتاج لبنان إلى دراسات جديدة ما دام الداء معروف والدواء معروف أكثر، بدءا بحصر كل سلاح في يد الشرعية اللبنانية ممثلة بالمؤسسة العسكرية وقوى الأمن والأجهزة التابعة للدولة وليس أي جهة أخرى. كل ما عدا ذلك إضاعة للوقت وصرف الجهود والطاقات في مكان لا حاجة إلى أن تصرف فيه. فما الذي منع إلى الآن تنفيذ مقررات مؤتمر باريس – 1 وباريس – 2 التي تستهدف إصلاح الوضع الاقتصادي؟لا شكّ أن وجود نية حقيقية في إجراء إصلاحات اقتصادية، استنادا إلى باريس – 1 وباريس – 2، يشكل خطوة أولى نحو النهوض حقا بالاقتصاد، ووقف نزيف هجرة الشباب المتعلم الباحث عن مستقبل له خارج الأراضي اللبنانية. وجود مثل هذه النية واستيعاب مدى خطورة سلاح “حزب الله” غير الشرعي، هما الطريق الأقصر إلى استعادة لبنان صحته وعافيته، أقله اقتصاديا. بعد ذلك، تصبح كل الدراسات موضع ترحيب، خصوصا أن الصيغة السحرية لإعادة الحياة إلى لبنان أكثر من معروفة.

تقوم هذه الصيغة على ترك الحكومة ذات القاعدة الواسعة تعمل بعيدا عن سطوة السلاح غير الشرعي الذي يخدم المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة ولا شيء آخر غير ذلك.ما الذي جعل الاقتصاد اللبناني يبحث مجددا عن هوية له في حين أنّ هذه الهويّة موجودة وهي ساعدت لبنان على أن يكون دولة متقدّمة ومزدهرة في المنطقة، إلى أن جاء اليوم الذي ارتكبت فيه ما يمكن اعتباره أكبر جريمة في حقّ الوطن الصغير. اسم تلك الجريمة اتفاق القاهرة الذي وقّع في العام 1969 بعد تعرض لبنان لضغوط عربية وفي غياب الوعي لدى كثيرين من زعمائه، خصوصا بعض الزعماء السنّة، لمعنى السماح للمنظمات الفلسطينية المسلّحة باستخدام جزء من أراضيه في شنّ هجمات على إسرائيل.فقد لبنان سيادته في ذلك اليوم المشؤوم حين رعى جمال عبدالناصر توقيع اتفاق القاهرة بين ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من جهة، والعماد إميل بستاني قائد الجيش اللبناني وقتذاك من جهة أخرى. كان بستاني يعتقد أن توقيعه اتفاق القاهرة بغطاء من جمال عبدالناصر سيوصله إلى رئاسة الجمهورية. لم يتغيّر شيء في لبنان، خصوصا لجهة استعداد بعض الموارنة لكلّ شيء وأيّ شيء من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية.في كلّ الأحوال، إذا كان من درس يفترض في لبنان تعلمه من نصف قرن من التجارب التي مرّ فيها، فإن هذا الدرس يتمثل في ضرورة وجود رغبة حقيقية في إجراء إصلاحات، وأن مثل هذه الإصلاحات لا يمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ في غياب دولة قوية بعيدا عن أي سلاح غير شرعي استخدم مرارا في تعطيل الحياة السياسية ومنع أي عودة للبنان إلى محيطه العربي.ورث السلاح الإيراني السلاح الفلسطيني في لبنان. هذا ما يفترض أن يعيه كلّ لبناني وكلّ باحث عن تطوير الاقتصاد في البلد وتوفير حياة كريمة لأهل البلد وأبنائهم، بدل أن يبقى هؤلاء في بحث مستمرّ عن تأشيرة إلى أي مكان في العالم بحثا عن لقمة العيش.ليبحث المستنجدون بدراسة اقتصادية من هنا أو هناك عن طريقة لحل أزمة الكهرباء في بلد تتحمّل موازنته ملياري دولار سنويا عجزا بسبب الكهرباء. هناك حلول كثيرة لأزمة الكهرباء التي يعاني منها البلد منذ أيام الوصاية السورية التي كانت تصرّ دائما على أن يكون وزير الكهرباء ينتمي إلى فريق معيّن موال تماما لها.هناك فرصة أمام لبنان. يُحسن له أن يستغلها لمصلحته. تتمثل هذه الفرصة في رغبة المجتمع الدولي في المحافظة على الاستقرار فيه. لذلك هناك رغبة في استضافة باريس في نيسان – أبريل المقبل مؤتمرا لدعم لبنان. لم يختر الفرنسيون لهذا المؤتمر اسم باريس – 4 أو باريس – 5 اختاروا له اسم “سادر “(cedre)، أي “المؤتمر الاقتصادي للتنمية عن طريق الإصلاحات بمشاركة الشركات”. يشير الاسم إلى تركيز خاص على “الإصلاحات” التي تبدو محور المؤتمر. كلمة “الإصلاحات” هي كلمة السرّ في مؤتمر باريس الجديد. أن يقوم لبنان بالإصلاحات المطلوبة شرط لأي تنمية ولا خيار آخر أمامه.تحتاج الإصلاحات إلى نية سياسية صادقة تأخذ في الاعتبار وجود خطط للنهوض بالاقتصاد تعتمد على مؤتمرات ودراسات سابقة. كان سلاح “المقاومة” يعمل، في كل مرة، على عرقلة أي تقدّم على الصعيد الوطني وإعادة الحياة إلى لبنان. ففي 1996، على سبيل المثال، كانت الكهرباء عادت إلى لبنان بفضل جهود بذلها رفيق الحريري متجاوزا وزارة الكهرباء ووزراء الكهرباء الذين كان همّهم محصورا بالعمولات التي يتقاسمونها مع شركاء لهم من المسؤولين السوريين. استغلت إسرائيل تحرشات “حزب الله”، وشنت في تلك السنة عملية “عناقيد الغضب” متعمّدة ضرب معامل كهربائية من بينها معمل الجمهور. كانت السنة 1996 بمثابة منعطف على صعيد الكهرباء وأزمتها المستمرّة إلى اليوم.ليست رغبة المجتمع الدولي في المحافظة على الاستقرار في لبنان كافية. هناك حاجة في لبنان إلى الاقتناع بأن لا جدوى من الدراسات الاقتصادية القديمة والجديدة من دون رغبة جدّية في القيام بالإصلاحات من جهة، وتوفير الأجواء اللازمة للسير في هذه الإصلاحات. لا فائدة من دراسات من دون الأجواء اللازمة، أي من دون حصر للسلاح في يد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية. بكلام أوضح لا إصلاحات بوجود سلاح “حزب الله” الذي لا مصلحة له في قيام الدولة اللبنانية.مصلحة الحزب الذي يشارك في الحرب على الشعب السوري ويعمل لمصلحة إيران، باعتراف قيادييه، هي في بقاء لبنان “ساحة”. مطلوب أن يكون لبنان ورقة إيرانية لا أكثر تستغل في لعبة لا علاقة له بها من قريب أو بعيد. إنها لعبة إثبات إيران قدرتها على لعب دور القوة الإقليمية المهيمنة. يفرض مثل هذا الدور أن لا يعود لبنان بلدا عربيا، وأن يتخلى عن عمقه العربي وعن وجود حدود وطنية له مع سوريا.تلك هي شروط اللعبة الإيرانية التي لا يمكن أن تسمح للبنان العربي بأن يزدهر. فمن ينشر البؤس في بلده، وهذا ما كشفته التظاهرات الأخيرة التي شملت نحو ستين مدينة وبلدة إيرانية، لن يتوقف عند الأسباب الحقيقية لمشاكل لبنان، في مقدمتها السلاح غير الشرعي الذي كان فلسطينيا وصار إيرانيا.هذا السلاح غير الشرعي يمكن أن يؤدي الكثير من الخدمات لأطراف مختلفة، بما في ذلك إسرائيل، لكنه لا يمكن أن يؤدي أيّ خدمة للبنان باستثناء عرقلة أيّ تقدّم يمكن أن يحصل على أيّ صعيد كان… إن في السياسة أو في الاقتصاد!

نقلًا عن جريدة العرب

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح غير شرعي وسياسة واقتصاد سلاح غير شرعي وسياسة واقتصاد



GMT 03:23 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

ستون عاماً على الزلزال السوري

GMT 07:48 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

الحقد … بديل رفيق الحريري

GMT 06:52 2020 الخميس ,02 تموز / يوليو

هروب الدولار من لبنان

GMT 06:21 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

رهان عربي على مصر.. من ليبيا

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday