نعم هناك قضية في لبنان
آخر تحديث GMT 16:30:17
 فلسطين اليوم -

نعم.. هناك قضية في لبنان

 فلسطين اليوم -

نعم هناك قضية في لبنان

بقلم - خيرالله خيرالله

يتجاوز الموضوع نعي “حركة الرابع عشر من آذار” التي تبقى المبادئ التي وضعتها ثوابت لبنانية، لا مفرّ من العودة إليها بعيدا عن لعبتي المزايدة والانتهازية اللتين ليس الوقت وقتهما.

تجمع هذه المبادئ بين كل الشرفاء الذين ردوا على اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005 بأكبر تظاهرة في تاريخ الجمهورية اللبنانية. كان الذين شاركوا في التظاهرة، تظاهرة الرابع عشر من مارس – آذار 2005 من كل الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الاجتماعية. كانوا بالفعل من كل لبنان ولا يزالون ضمير لبنان.

أخرجت هذه التظاهرة الجيش السوري من لبنان، لكنهـا لم تستطع الحؤول دون بروز الوصاية الإيرانية على سطح الأحداث، كما لو أنّ على الشعب اللبناني متابعة مقاومته من أجل استعادة الدولة ومؤسساتها بعدما استطـاع الإيراني عبر “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري”، ملء الفراغ الأمني الذي تركه النظام السوري.

يسعى الإيراني الآن إلى استكمال ملء الفراغ السياسي. بدأ في ذلك بافتعال حرب صيف العام 2006 التي انتهت بانتصار على لبنان ساهمت فيه إسرائيل إلى حدّ كبير. بعد انتهاء الحرب وصدور القرار 1701 عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رفع “حزب الله” علامة النصر… فيما حصلت إسرائيل، بفضل القرار الأممي، على ما تريد. حصلت على ما تريد بعد إلحاقها أضرارا ضخمة بالبنية التحتية اللبنانية في وقت كان البلد يعج بآلاف السياح من الإخوة العرب، خصوصا أهل الخليج.

كان انتصار “حزب الله” على لبنان واللبنانيين وهو يعمل جاهدا اليوم إلى تحقيق مزيد من الانتصارات إنْ في لبنان أو في سوريا.

من هذا المنطلق، ليس مطلوبا بأي شكل الغرق في تفاصيل صغيرة وحتّى كبيرة، على الرغم من أهميتها ورمزيتها، من نوع من حضر في الذكرى الـ13 لاغتيال رفيق الحريري بمقدار ما أن المطلوب خوض الانتخابات النيابية تحت عنوان كبير هو ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت. تعني ثقافة الحياة أن هناك قضية لا مفرّ من الدفاع عنها. يختزل القضية سعد الحريري الذي أعلن صراحة أن “لا تحالف مع ‘حزب الله’ ولا قوقعة مذهبية أو طائفية”.


ستكون الانتخابات المقبلة في السادس من أيار – مايو، أي بعد شهرين تقريبا، جولة جديدة في معركة الدفاع عن النفس التي يخوضها لبنان من أجل تأكيد أنه ما زال ينتمي إلى ثقافة الحياة وأنّه لا يزال موجودا. كلّ ما في الأمر أن لدى لبنان قضيّة كبيرة. هذه القضيّة تحتاج في أحيان كثيرة إلى تقديم تضحيات مؤلمة، بل مؤلمة جدا. لا يستطيع ذلك إلا رجال كبار من طينة سعد الحريري، سعد الحريري الذي يعرف تماما من قتل والده. دفع رفيق الحريري قبل أيّ شيء آخر ثمن إعادة الحياة إلى بيروت ولبنان وإعادة البلد إلى خارطة الشرق الأوسط. هذا ما يُفترض أن يبقى في البال دائما.

هناك وضع إقليمي في غاية التعقيد. لا يستطيع لبنان عزل نفسه عن هذا الوضع، خصوصا في ظلّ ما يجري في سوريا حيث شعب بكامله يتعرض لحرب يشارك فيها “حزب الله” من منطلق مذهبي استرضاء لإيران. في الوقت ذاته، على لبنان السعي إلى إثبات أنه لا تزال فيه بقايا مؤسسات، وليس مجرد دويلة تابعة لدولة “حزب الله”، أي لإيران.

إذا كان من خلاصة يمكن استنتاجها من الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي اعتبر أن لدى حزبه ما يسمح له بتهديد إسرائيل، فهذه الخلاصة تتمثل في أنه بات للبنان “مرشد” على غرار إيران، وأن لا شيء يتحرّك فيه من دون هذا “المرشد” الذي يحدد ما إذا كان في استطاعة لبنان الاستفادة من الوساطة الأميركية في شأن البلوك الرقم 9 في جنوب لبنان، أم أن ذلك محظور عليه.

هناك غاز مكتشف في هذا البلوك الذي تدعي إسرائيل أنه ليس لبنانيا مئة في المئة. هناك عرض أميركي يقضي باقتسام الغاز. لا يمكن الردّ على هذا العرض بتهديدات يطلقها حسن نصرالله يمكن أن تجلب كارثة أخرى على لبنان، بل ذلك يكون بحجج قانونية تقدم للمراجع الدولية المختصة.

مثل هذا الأسلوب في التعاطي مع قضيّة مثل البلوك 9 يوفر على لبنان الكثير من المشاكل، ويسمح له بالاستفادة من الغاز المكتشف يوما، بدل بقاء البلد رهينة في يد “حزب الله” وسلاحه غير الشرعي.

يشكل هذا السلاح لبّ المشكلة وعقدة العقد، تماما كما كانت عليه الحال مع السلاح الفلسطيني بعدما وقّع لبنان اتفاق القـاهرة المشؤوم مع منظمة التحرير في العام 1969.

نعم، هناك قضية يخوض سعد الحريري و”تيار المستقبل”الانتخابات في ظلها. هذه الانتخابات ستكون مصيرية، خصوصا أن القانون الذي تجري على أساسه وُضع على قياس “حزب الله” الذي استطاع تحويل الأكثرية في الطائفة الشيعية إلى أغلبية منغلقة على نفسها. مصيرية هـذه الانتخابات تفسّر تشديد رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية نهاد المشنوق على أهمية كل صوت.

أقدم سعد الحريري على خيارات صعبة ومكلفة في الوقت ذاته. يجب الاعتراف بأنه قدم تنازلات. لا يزال مطروحا إلى اليوم هل لبنان أفضل بوجود رئيس للجمهورية أم لا؟ هل يوجد بديل من الحكومة الحالية التي يتمثّل فيها “حزب الله” المصر على هذا التمثيل منذ الخروج السوري من لبنان.

ليس أصعب من التعاطي مع حزب مسلح ينادي بثقافة الموت، وعلى استعداد في الوقت ذاته للتضحية بلبنان من أجل إيران. كيف تكون معالجة مثل هذا الوضع؟ هل يمكن أن يكون ذلك بالانسحاب والتراجع وتكريس الفراغ في المؤسسات… أم يكون بالدفاع عن آخر معاقل الدولة؟

المضحك المبكي، هذه الأيّام، أن هناك أحزابا تدعي تمثيل المجتمع المدني تريد خوض الانتخابات وتجاهل وجود سلاح “حزب الله” في الوقت ذاته.

هناك في المقابل من يريد المزايدة في موضوع سلاح الحزب، الذي يبني كل سياساته على نشر البؤس واليأس في لبنان والاستثمار في إثارة الغرائز المذهبية.

بعض التعقل يبدو ضروريا في هذين الشهرين اللذين يسبقان الانتخابات. التعقل يعني أول ما يعني تفادي طلب المستحيل.

كان كافيا أن يستقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في السـراي بالطريقـة التي استقبله فيها لتأكيد أن لبنان لا يزال موجودا وأنه لا تزال لديه قضية.

مرّة أخرى، هذه القضيـة هي، بكل بساطة، سلاح “حزب الله”، وهو سلاح إيراني أولا وأخيرا. هذه القضية هي أيضا الدفاع عن ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت. هذه القضيّة هي، في النهاية، الحسم بأن “لا تحالف” مع “حزب الله” في الانتخابات المقبلة، ولا بيع “بضاعة مغشوشة للعرب”.

القضيّة تختصرها كلمة واحدة هي لبنان الذي هو قضيّة سعد الحريري.

نقلا عن جريدة العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم هناك قضية في لبنان نعم هناك قضية في لبنان



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday