هل فشل حزب العدالة والتنمية
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

هل فشل حزب العدالة والتنمية؟

 فلسطين اليوم -

هل فشل حزب العدالة والتنمية

د.فايز ابو شمالة

الحزب الذي حصل على نسبة 41% من أصوات الشعب التركي لم يفشل، بل فاز حزب العدالة والتنمية بثقة الشعب التركي الذي أدرك أن خياره الوحيد لمواصلة الازدهار والاستقرار هو تعزيز الثقة بحزب العدالة والتنمية، والشعب التركي ليس غبياً، وليس غيبياً، وقد جرب عبر مساره الديمقراطي الأحزاب السياسية كلها، وجرب الحكومات الائتلافية على اختلافها، واستنتج أن خلاصه وتطوره كان قرين حزب العدالة والتنمية.
ومع ذلك، فلم يعط الشعب التركي حزب العدالة والتنمية أكثر من نسبة 41%، لم يعط الشعب التركي الحزب الذي يثق فيه النسبة التي تؤهله لتشكيل الحكومة وحيداً، وفي الوقت نفسه لم ينكص الشعب التركي على عقبيه، إذ لم يعط ثقته لبقية الأحزاب التي توحدت ضد حزب العدالة والتنمية، ووظفت كل طاقتها لتشويه صورته، مستثمرة في ذلك الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها أكثر من قوة عالمية ضد الدولة والشعب التركي، لأنه يصر على استرجاع شخصيته الإسلامية، وبناء شخصيته الحضارية والإنسانية.
ومن الغبن أن نتجاهل تأثير الأحداث في البلاد العربية على موقف عموم الشعب التركي من الحزب الحاكم؛ حزب العدالة والتنمية، فما جرى في مصر قد أثر بشكل خطير على شعبية الحزب، وما يجري في ليبيا يجد ارتداده على حياة الناس في تركيا، ولاسيما أن حزب العدالة والتنمية لم يغب عن الساحة العربية، وظل موجوداً في قلب الحدث، مدركاً أن حدود تركيا السياسية لا ترسمها الجغرافيا، وإنما توثقها كتب التاريخ، لذلك، فإن ما يجري من أحداث عنيفة في كل من سوريا والعراق أثر بلا أدنى شكل على مزاج الشعب التركي، ولاسيما أن طول أمد الاقتتال الداخلي، قد أثر على اقتصاد تركيا بشكل مباشر، وأثر اجتماعيا وسياسياً على قسم كبير من الشعب التركي؛ الذي ينتظر نتائج الحرب الدائرة على حدوده التاريخية والجغرافية.
إضافة لما سبق، فقد تعرضت تركيا ممثلة بحكومة حزب العدالة والتنمية إلى حملة تشكيك خطيرة في السنوات الماضية، وتكفي الإشارة هنا إلى المؤامرة التي نسجت خيوطها من داخل أمريكا جماعة فتح الله كولن، حيث عمدوا إلى طعن تركيا من الداخل، ولا يمكن أن نغفل في هذا المقام دور أولئك العلمانيين المتضررين من نجاح التجربة الإسلامية، وهي تنهض مع تركيا على حساب أفكارهم، زد على ذلك ما للإعلام الصهيوني من تأثير سلبي على حياة الشعب التركي، وقد أفصحوا عن ذلك بلسان عبري، وأعربوا عن قلقهم الواسع من مستوى النجاح الباهر الذي حققه الحكم الإسلامي في تركيا، والذي اتسع مداه حتى وصل إلى حد الاشتباك اللفظي، حين اتهم اردوغان رئيسهم الإسرائيلي شمعون بيرس بالإرهاب أثناء انعقاد مؤتمر دافوس، وما تلى ذلك من محاولات شعبية تركية لفك الحصار عن غزة، وما نجم عنها من اشتباكات عنيفة، وارتقاء شهداء أتراك فوق ظهر سفينة مافي مرمرة.
كان تعليق اليهودي شمعون بيرس على نتائج الانتخابات التركية خير دليل على كراهية اليهود لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي هو خير دليل على مدى عشق الشعب الفلسطيني للسياسة التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية إزاء قضايا الأمة العربية والإسلامية، لقد فرح شمعون بيرس لعدم حصول حزب العدالة والتنمية على النسبة المطلوبة لتشكيل الحكومة بشكل منفرد، وقال بمفهومه العنصري: كانت تركيا في طريقها لأن تصير إيران أخرى في المنطقة، وأن يكون لها زعيم روحي آخر مثل إيران، ولكن ذلك انتهى مع ظهور نتائج الانتخابات التركية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فشل حزب العدالة والتنمية هل فشل حزب العدالة والتنمية



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday