لا كهرباء ولا ماء يا غزة
آخر تحديث GMT 15:42:16
 فلسطين اليوم -

لا كهرباء ولا ماء يا غزة

 فلسطين اليوم -

لا كهرباء ولا ماء يا غزة

د.فايز ابو شمالة

حين أطلقوا قذائفهم على صدر غزة لم تمت، فقد صعدت إلى الحياة مفعمة بإرادة أبنائها المقاومين، وأثبتت غزة أنها عصية على الاقتحام، وأنها قادرة على المواجهة والانتصار، فهل سينجح الصهاينة في اقتحام غزة بشكل التفافي عن طريق حصان طروادة، حين خرج في لحظة انقطاع الكهرباء عن مدينة طروادة عشرات المسلحين الإغريق، وفتحوا بالسيف أبواب المدينة المحاصرة لجيوش أعدائها.
نعم، ما أكثر أعداء غزة! وهؤلاء الأعداء هم مدعاة التحرك للبحث عن مخرج لانقطاع الكهرباء والماء عن الناس، إذ لا يكفي أن تصدر القوى الوطنية والإسلامية بياناً تحمل فيه سلطة الطاقة وشركة الكهرباء في قطاع غزة المسئولية عن معاناة أبناء شعبنا، فقد أضحى معلوماً للجميع أن سلطة الطاقة وشركة الكهرباء لا تمتلكان من أمرهما شيئاً، وذلك لأن حاجة قطاع غزة إلى الكهرباء تصل إلى 400 ميجا وات في الظروف العادية، بينما لا يتوفر منها سوى 200 ميجا وات فقط، فكيف تحل سلطة الطاقة هذه المعضلة؟ وكيف ستكون شركة التوزيع منصفة في التوزيع؟
مأساة نقص الطاقة في غزة أكبر من إمكانيات سلطة الطاقة، وأكبر من اجتهادات شركة التوزيع في التقسيم الزماني لكمية الطاقة، مأساة غزة تنتظر الحل الجذري المتمثل بمشروع الربط الثماني الذي تم تجميده منذ سنوات الانقسام الأولى، وتنتظر غزة أن تشفق عليها السلطة الفلسطينية، وتقوم بتزويدها بخط كهرباء جديد من إسرائيل، ولهذا الخط استحقاق مالي شهري تحاول السلطة أن تتهرب منه، ولاسيما أن قسم كبير من سكان قطاع غزة لا يدفع قيمة الفاتورة الشهرية.
الانفعال والغضب والمظاهرات لا تسد العجز في كمية الطاقة، واعتداء الشباب الغاضب على مقرات الشركة لا يحل الأزمة، واعتداء الشباب الغاضب المحرض على منزل رئيس بلدية رفح الفاضل صبحي رضوان لا يخفف من المعاناة، لأن مأساة غزة تكمن في طول الزمن الذي رضي فيه المسئولون بأن يكون سكان قطاع غزة في قلب الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس، وجاهل من لا يدرك أن الهدف من التضييق المتعمد على حياة الناس في الكهرباء والماء والغذاء والعمل والسفر والتعمير هو إجبارهم على الكفر بالمقاومة، ونسيان فلسطين، والانشغال بسد الحاجات اليومية، ومن ثم الخروج الغاضب ضد حركة حماس، وهذا ما أكد عليه نائب رئيس سلطة الطاقة فتحي الشيخ حين قال: إن مشكلة نقص الوقود الحالية ليست مالية، وإنما تلاعب متعمد بكميات الوقود المطلوبة لغزة واستغلال لأيام إغلاق المعبر لإحداث حالة من الاحتقان في الشارع الفلسطيني في هذه الأجواء الصيفية الحارة، وأضاف: لقد قمنا بتحويلات مالية لشراء 2 مليون لتر وقود خلال الأسبوع الماضي، لم يصل منها سوى مليون لتر فقط، ولا تزال أموالنا موجودة في حسابات وزارة المالية دون أن يتم توريد الوقود.
إن حديث نائب رئيس سلطة الطاقة ليؤكد على أن العلاقة بين غزة ورام الله تقوم على هات وخذ، هات مالاً من غزة، وخذ وقوداً لمحطة توليد غزة، وأزعم أن هذا خطأ تورطت فيها حركة حماس، حين زجت بنفسها في أتون خدمات الناس اليومية، وكان على حركة حماس أن تتدارك الأمر مبكراً، وأن تسارع إلى دعوة جميع الفصائل والتنظيمات والشخصيات الوطنية والمنظمات المدنية، وأن تسلم أمام الجميع ملف الكهرباء بكل موظفيه وميزانيته إلى القوى الوطنية والإسلامية، ليتحملوا مسئوليتهم في هذا الشأن، وليشرفوا بأنفسهم على نقل المسئولية إلى حكومة التوافق، لتقوم بواجبها، الذي تتهرب منه، بالتذرع بعدم تمكينها، على حركة حماس أن تمكنها بهذا الشأن، إن كانت غير ممكنة، وأن تحملها المسئولية أمام الشهود، ولا يكفي أن تبدي سلطة الطاقة في غزة استعدادها الكامل لإطلاع المراقبين على سجلات المعابر والتحويلات البنكية وكميات الوقود للتأكد من هذه المعلومات والوصول لتصور واضح حول الجهة التي تتلاعب بمعاناة سكان غزة، والخروج بموقف جرئ ضد كل متسبب في هذه الأزمة القديمة.
جميعنا يدرك يا سيد فتحي الشيخ أن مأساة نقص الكهرباء في غزة متعمدة، ولا علاقة لها بالشفافية بمقدار ما لها علاقة بالانقسام، وعليه فإن تسليم جمل الكهرباء بما حمل فيه تخفيف أحمال عن كاهل حركة حماس، ويضع حكومة التوافق أمام الاختبار الجدي في هذا الشأن، الذي له ما بعده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا كهرباء ولا ماء يا غزة لا كهرباء ولا ماء يا غزة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday