قواتنا في تل أبيب
آخر تحديث GMT 16:49:12
 فلسطين اليوم -

قواتنا في تل أبيب

 فلسطين اليوم -

قواتنا في تل أبيب

د.فايز ابو شمالة

نشر المركز الفلسطيني للإعلام خبراً يقول: "إن جهاز أمن الرئاسة التابع للسيد عباس قرر إلغاء كتيبة من حرس الرئاسة تخضع لسلطته، وحولها إلى جهاز الأمن الوطني، وذلك بسبب فضيحة أخلاقية عصفت بالكتيبة التي يصل عدد أفرادها إلى مائة عنصر، فقد اكتشف مسئولو الجهاز ممارسات لا أخلاقية بين عدد كبير من عناصر الكتيبة على حد وصف المصادر، مما أدى إلى اعتقل ما بين 20-30 عنصرًا من الجهاز، أطلق سراح بعضهم فيما بعد، وظل البعض الآخر رهن الاعتقال والتحقيق".
انتهى الخبر الذي يشير إلى فضيحة أخلاقية قد تتواجد في كل تجمع بشري، ولعل وجود الرئيس الإسرائيلي "موشيه كتساب" في السجن خير دليل على ذلك، ولكن الغريب في الخبر أنه يصب في صالح حرس الرئاسة، الذي ظهر وكأنه شاشة بيضاء يلطخها أقل دنس، وأنه جهاز يطهر نفسه من كل شائبة، وهذا جميل طبعاً، لولا أن الخبر يشين إلى جهاز الأمن الوطني، الذي يظهر وكأنه جهاز تتجمع فيه مخلفات الأجهزة، ويحتوي على ما تساقط من أوراق جافة، وهذا أمر خطير جداً، لسببين:
الأول: يرفع من شان الشخص، ويوحي أن كل ما له علاقة بالرئيس عباس منزه عن الخطأ والخلل، ويتميز بالطهارة والنقاء؟
الثاني: يقلل من شأن الوطن، ويوحي أن كل ما له علاقة بالوطني، حتى لو كان جهازاً أمنياً هو عبء على الرئيس، الذي يتحمل ما تعبأ من الوهن والنمش في النفوس.
أزعم أن الخلل الذي ورد في الخبر يتجاوز عدة أفراد يعملون في جهاز أمني، الخلل في الخبر له علاقة بالبناء النفسي للإنسان الفلسطيني الجديد، الذي صار رجل أمن يتمزق بين ما يرى من أخطاء المسئولين، وما يسمع من أحاديثهم السخيفة، وبين وجدانه الذي لا يرتاح لما يقوم فيه من مهمات حقيرة أحياناً، هذا التمزق بين الواقع الأليم والحلم الرخيم هو الذي دفع رجال الأمن على الرذيلة والفحشاء.
سنة 1982، غرق المقاتلون الفلسطينيون بالحزن بعد خروجهم من بيروت، بكوا بمرارة على شتاتهم الجديد، وتمنوا لو أن الأرض ابتلعت أجسادهم دون الشتات، لقد حلموا بتحرير فلسطين، فإذا بهم بقايا قوات منفية ألاف الأميال عن حدود فلسطين، وزاد الطين بلة بعد ذلك إنهم صاروا يتسلمون نصف الراتب فقط. فماذا جرى لهم؟
قال الراوي: إن بعض المقاتلين الفلسطينيين الذي ضمهم أحد معسكرات المنفى في السودان، قد تعودوا على ترك معسكرهم، والذهاب ليلاً إلى تجمع يسمى "تل أبيب" حيث تتكاثر هنالك بائعات الهوى، ويبدو أن نوم المقاتلين في أحضان تجمع"تل أبيب" السودانية كان يعوض فشلهم في الانتصار على تل أبيب اليهودية. حتى كانت ذات ليلة، اكتشف فيها الضابط المسئول أن معظم جنوده قد تسللوا خارج المعسكر. وذهبوا إلى بائعات الهوى في تجمع "تل أبيب". فذهب الضابط بعد منتصف الليل غاضباً ومسرعاً إلى قائد القوات ـ صار فيما بعد القائد العام لقوات الأمن الوطني ـ وأيقظه من النوم وهو يقول: سيدي، يا سيدي، قواتنا في تل أبيب!.
نهض قائد القوات الفلسطينية في السودان من نومه منزعجاً من هول الخبر، نهض وهو يكرر: " قواتنا في تل أبيب"، قوتنا في تل أبيب، وأصابته حالة من الذهول، وراح يسأل الضابط: من الذي أعطى لهم الأوامر؟ وكيف وصلوا إلى تل أبيب؟ ومن أين حصلوا على السلاح؟ وهل احتلت قواتنا تل أبيب بالكامل؟ وماذا سيفعل بنا الإسرائيليون؟ هل أبلغ أحدكم الأخ أبو عمار بهذا الخبر؟
خجل الضابط من نفسه، تراجع مع دمعته، وهو يقول: إنهم في تجمع تل أبيب الموجود في السودان يا سيدي القائد!.
نشرت هذا المقال قبل أربع سنوات؛ في 20/7/2011، وأرى اليوم ضرورة إعادة نشره من جديد، ولاسيما بعد أن نشرت الصحف العبرية خبراً يقول: الفلسطينيين يحتلون مدينة تل أبيب، حيث بلغ عدد الفلسطينيين الذي نزلوا إلى بحر تل أبيب في العيد 300 ألف فلسطيني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قواتنا في تل أبيب قواتنا في تل أبيب



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday