القنبلة والقرار
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

القنبلة والقرار

 فلسطين اليوم -

القنبلة والقرار

د.فايز ابو شمالة

القنبلة، لفظة يعشقها الفلسطينيون المقهورون بالخذلان، والقنبلة في المفهوم الفلسطيني العام تعني المواجهة والتحدي والكرامة ورفض الظلم، وللقنبلة تأثير معنوى على مزاج شباب فلسطين، الذي يشعر بالفخر والزهو، وهو يحمل القنبلة، ويلقي بها على تجمعات العدو، لذلك اختار السيد محمود عباس لفظة قنبلة، وأقحمها في مسيرته التفاوضية مع الإسرائيليين، فقال: سألقي قنبلة خلال خطابي أمام الجمعية العامة، ولست مستعداً للكشف عن محتواها الان.
فهل استخدام السيد محمود عباس للفظة القنبلة فيه تعويض عن نقص، أم فيه مباهاة ومنافسة لخصومة السياسيين الذين يكثرون من استخدام الألفاظ القتالية الدالة على المقاومة والتحدي، فأراد الرجل أن ينافس في هذا المضمار، فجرد قنابله اللفظية من غمدها؟
أزعم أن استخدام لفظة قنبلة سيوفر لشباب حركة فتح مادة نقاش حارة، لأن هذه اللفظة ستمكنهم من منافسة خصومهم السياسيين في التنظيمات الأخرى، ولاسيما أولئك الذين يتفاخرون ليل نهار بأنهم قصفوا تل أبيب، وأنهم يتدربون على السلاح، ويحملون القنابل، ويطلقون القذائف، في الوقت الذي جرد فيه السيد عباس شاب حركة فتح من سلاحهم، ومنع عليهم التدرب على المواجهة المسلحة، من هنا فإن استخدام لفظة قنبلة بالمفهوم السياسي تحمل رداً شافياً، وتؤكد أن لدى جميع التنظيمات قنابل، وبغض النظر إن كانت قنابل تتفجر في ميادين المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أو كانت قنابل تتفجر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كل ما سبق من تفسير قد جاء على هامش مقالي هذا، فلم أكن حريصاً على تفسير المدلول النفسي للفظة قنبلة، وبالتأكيد لا أقصد بمقالي هذا تسليط الضوء إلى المفاجأة في قنبلة السيد عباس؛ والتي فسرها البعض بالتخلي عن اتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، وترجمها البعض بالإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، وبالغ البعض حتى قال: إن القنبلة هي الإعلان عن نهاية المفاوضات المباشرة، وطلب التحكيم الدولي في النزاع مع الإسرائيليين.
إن ما قصدته بمقالي هذا عن القنبلة هو التأكيد على حجم الغياب السياسي الذي يعاني منه أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ولاسيما أن بعضهم قد أظهر جهلاً مريباً بمحتويات القنبلة التي سيلقيها السيد عباس، إنه الجهل الذي يشكل إهانة للصف القيادي الذي لا يدري عن أمر فلسطين شيئاً، وصار يجتهد في حل اللغز، هذا الجهل بمضمون القنبلة ينسحب على معظم أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة؛ الذين أثبتوا أنهم في هذا المضمار أطفال أبرياء، وليس لهم دراية بفن القيادة، وهذا بدوره ينسحب على كل اعضاء المجلس المركزي وأعضاء المجلس الوطني الذين يرقدون على البيض، دون معرفة من تحت أي دجاجة قد تم جمعه.
وبغض النظر عن فحوى قنبلة السيد محمود عباس، وبغض النظر عن صداها ودويها في الأوساط السياسية، فإن أهم ما يميز القنبلة هو الاعتراف الرسمي بغياب المؤسسات الفلسطينية، والاستعاضة عنها بشخص الرئيس، ليصير القرار الفلسطيني في قبضة رجل واحد اسمه محمود عباس، ويصير مصير الشعب الفلسطينية كله محكوم بمزاج هذا الرجل الذي نجح في اختزال تضحيات الشعب الفلسطيني وتاريخيه وعذاباته وقراره بشخصية الرئيس.
من حق البعض أن ينفي عن الرئيس تهمة التفرد بالقرار، ومن حق البعض أن ينفي غياب المؤسسات الفلسطينية عن القرار، ولكن من حقنا على هذا البعض أن يرشدنا إلى المؤسسة أو اللجنة التي ناقشت مضمون ومحتويات القنبلة مع السيد محمود عباس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القنبلة والقرار القنبلة والقرار



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday