إيران بعد اتفاق لوزان
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

إيران بعد اتفاق لوزان

 فلسطين اليوم -

إيران بعد اتفاق لوزان

د.فايز ابو شمالة

ذكرت مصادر إسرائيلية أن أمريكا العظمى تنتظر التوقيع على اتفاقية لوزان مع إيران بلهفة، وأكدوا أن أمريكا تبدي ليونة غير معهودة في المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
فما الذي يكمن وراء هذه اللهفة الأمريكية؟ هل هو الضعف الأمريكي، أم هو التخوف من القوة الإيرانية الصاعدة التي لا تقهر؟
قد يترجم البعض اللهفة الأمريكية خذلاناً لدول الشرق الأوسط وانحيازاً لإيران؟ وقد يدعي البعض أن هنالك مؤامرة أمريكية لتقاسم البلاد والعباد والمصالح في الشرق بين أمريكا وإيران، وقد يتشكك البعض بالسياسة الأمريكية إلى حد الاتهام بأنها تقوم بتسليم المنطقة إلى إيران بعد أن استغنت عن نفط العرب، ولن تصير أمريكا حارساً لمصالح الصين واليابان.
كثيرة هي التأويلات لمضامين اللهفة الأمريكية لانجاز اتفاق الملف النووي مع إيران، ولكنني أزعم أن اللهفة الأمريكية على إرضاء إيران قد بدأت منذ الغزو الأمريكي للعراق، من تلك اللحظة التي سلمت فيها أمريكا مقدرات العراق عن وعي ودراية إلى إيران، بهدف تشجيعها على التوسع في المنطقة، ومن ثم التمكين في أكثر من بلد عربي، ولا يأتي ذلك من منطلق الحب والحنان على دولة إيران، وإنما من منطلق التحريض الطائفي الهادف إلى استنهاض السنة، وحثهم على مواجهة الشيعة، لتحترق بالحرب الطائفية المنطقة وفق مخطط رامزفيلد وكندليزارايس.
الحرب الطائفية هي غاية المصالح الأمريكية في هذه المرحلة، وقد بدأت الحرب الطائفية على أرض العراق قبل عشر سنوات، واتسعت بالتدريج حتى تجاوزت سوريا ولبنان ووصلت حدود اليمن، إنها الحرب الطائفية التي رعتها أمريكا، وعملت لها سنوات، ووقع الجميع في فخها، ولن يجني ثمارها إلا أمريكا نفسها، ولن يزدهر من خرابها للأرض العربية والإسلامية إلا إسرائيل.
إن الإحساس الإيراني بنشوة القوة والانتصار لن يجلب لها الهدوء في الشرق، بمقدار ما سيفجر روح العداء والتنافس، فالضد يظهر حسنة أو قبحه الضد، والصعود الإيراني وقوة هذا البلد ستثير حنق وغضب جيرانها الذين بدءوا يشعرون بالخطر، وبدءوا بترتيب التحالفات لمواجهة الدولة الإيرانية أو الفارسية التي تمددت في المنطقة تحت سمع وبصر أمريكا. وستكون إيران بعد اتفاق لوزان أقل عداء للغرب وأمريكا مع مزيد من الأعداء في الشرق، وستدخل إيران مرحلة من الضائقة الاقتصادية جراء اتساع رقعة الحرب التي تخوضها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولن ترى إيران الازدهار جراء رفع الحصار الاقتصادي المضروب عليها. 
بقى أن أشير إلى الخوف الإسرائيلي من توقيع الغرب على اتفاقية الملف النووي مع إيران، وهنا أزعم أن الغضب الإسرائيلي مردة إلى توجس الريبة من نتائج الحرب الطائفية التي اندلعت في المنطقة، والتي ستكون نتائجها تحت أسوأ الظروف لا تخدم دولة الإسرائيليين، فلا المذهب الشيعي يعترف بهذه الدولة ولا المذهب السني، فالخلاف المذهبي لا يلغي الصراع العقائدي. 
قبل الميلاد بثلاثمائة سنة تعاظم الحشد العسكري بين الدولة الفارسية المسيطرة على الشرق، وبين الدولة الأغريقية الصاعدة، والتي تسيطر على الغرب، وقبل اندلاع المعركة الحاسمة بين الطرفين، عرض القائد الفارسي "داريوس" صلحاً على الإسكندر المقدوني، بحيث يكون الشرق للدولة الفارسية، ويكون الغرب للدولة المقدونية، هذا العرض الذي استوجب النقاش في أعلى المستويات القيادية لدى الإغريق.
يقول لنا التاريخ: إن قادة الأغريق قد استحسنوا الفكرة، بعد مناقشتها من كل الزوايا، وقد وافق عليها "بارمينيو" النائب الأول للقائد الإسكندر المقدوني، الذي ظل يستمع إلى الآراء دون أن ينبس ببنت شفة، حتى سأله نائبة "بارمينيو"، فما رأيك أنت أيها قائد؟
كان رد الإسكندر حازماً حين قال: لو كنت بارمينيو لوافقت على مقترح داريوس، ولكنني الإسكندر المقدوني، الذي لن يوافق على تقاسم المصالح مع الفرس.
في القرن الواحد والعشرين لا أظن أمريكا ستوافق أن تكون بارمينو الإغريقي، ستظل أمريكا هي الإسكندر المقدوني، ولكن على طريقتها الخاصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران بعد اتفاق لوزان إيران بعد اتفاق لوزان



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday