د.فايز ابو شمالة
إذا كانت المحكمة المصرية قد قضت بأن حركة حماس إرهابية؛ فمعنى ذلك أن لنتنياهو الحق في المطالبة بجائزة نوبل للسلام، لأنه عدو حماس، ومن حق (إسرائيل) أن تتقدم لعضوية جامعة الدول العربية بصفتها دولة يهودية صهيونية، تعادي حركات المقاومة الإسلامية، وفي يدها سكين الأحقاد، وجاهزة لجز عنق القضية.
الشعب المصري الذي يطلع على الخبر الذي قضى بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة إرهابية لا يصدق ما يجري أمام عينيه، ولا يصدق أن كتائب الشهيد عز الدين القسام التي أطلقت صواريخها على المدن الإسرائيلية من حيفا حتى "تل أبيب"، قد صارت إرهابية، ولاسيما أن حركة حماس لما تزل تعلن في كل مناسبة أنها لم توجه رصاصة واحدة ضد العدو الصهيوني خارج أرض فلسطين، فكيف لها أن توجه بنادقها ضد جيش مصر، وضد شعب مصر الذي يمثل السند التاريخي والعقائدي والأخلاقي والسياسي للمقاومة الفلسطينية.
حين تصير حركة حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام حركة إرهابية، فمعنى ذلك أن حركة الجهاد الإسلامي حركة إرهابية، وكتائب الشهيد "أبو علي مصطفى" كتائب إرهابية، ولجان المقاومة الشعبية إرهابية، ليصير كل مقاوم للمحتل الإسرائيلي هو إرهابي من وجهة نظر المحكمة المصرية التي التقت بقرارها مع المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي صنفت حركات المقاومة الفلسطينية بحركات إرهابية.
قرار المحكمة المصرية لن يضر بقدرات المقاومة، فليس بمقدور الجيش المصري أن يقسو بحصاره على غزة أكثر مما يقسو عليها الآن، وليس بمقدور الجيش المصري أن يوجه ضربة عسكرية لقطاع غزة، لأن ذلك لن يتم إلا بعد التنسيق الأمني والتشاور الكامل مع الجيش الصهيوني، وذلك لأن أرض غزة وفق القانون الدولي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي، وحدودها الجغرافية هي جزء من حدود دولة الاحتلال، وأي اختراق لهذه الحدود بمثابة اعتداء على دولة الاحتلال، اللهم إلا إذا صار التعاون بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي مكشوفاً وعلانية، وهذا ما لا يقبله الشعب المصري، وهذا ما لا يسمح به عشرات ألوف الضباط والجنود المصريين المنتمين للوطن مصر، والحاقدين على عدوهم الصهيوني فقط.
إن اتهام حركة المقاومة الإسلامية حماس بالإرهاب هو اتهام للقضية الفلسطينية، ويجيء ليبرئ (إسرائيل) أمام محكمة الجنايات الدولية من جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الذي قضت المحكمة المصرية أن مقاومته إرهاب، وهذا ما يستوجب ثلاثة ردود سريعة: أولاً: ننتظر رداً رسمياً فلسطينياً يستنكر القرار، ويعلن براءة حركات المقاومة الفلسطينية من الإرهاب، ويطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية كي يتبرأ من القرار، ويجدد موقفه الداعم للمقاومة الفلسطينية.
ثانياً: نتوقع رداً من التنظيمات الفلسطينية يشجب قرار المحكمة المصرية، ويعلن تكاتف كل قوى المقاومة خلف هدف تحرير فلسطين، وعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد عربي. ثالثاً: نتمنى رداً شعبياً يتمثل بخروج ملايين الفلسطينيين والمصريين في مظاهرات شعبية تشجب قرار المحكمة، وتؤكد تلاحمها المصيري مع المقاومة المسلحة التي رفعت رأس العرب عالياً أثناء الحرب الأخيرة على غزة، وكشفت زيف الجيش الصهيوني الذي قهرته المقاومة.
ملاحظة: تحذير إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، من الوقوع في الكمين وإصابة الجنود المصريين بأذى، فمشهد عشرات الجثث للجنود المصريين وقد لفها الكفن؛ هو غاية ما يتمناه الإعلام المصري المشبوه، وهو ما سعى إليه قضاة المحكمة التي قضت بأن حركة حماس إرهابية.