وليام شاباس على طريق داج همرشولد
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

وليام شاباس على طريق داج همرشولد

 فلسطين اليوم -

وليام شاباس على طريق داج همرشولد

د.فايز ابو شمالة

هل كانت الاستشارة القانونية التي قدمها البروفسور وليام شاباس لمنظمة التحرير الفلسطينية هي السبب في استقالته، أم أن تهديداً بالقتل قد أجبره على الاستقالة؟ 
لقد سبق للقاضي وليام شاباس أن هاجم كلاً من نتانياهو وليبرمان، وطالب بمحاكمتهما، وقال في 10 سبتمبر من العام 2014 "رغم الضغوط الشديدة التي تمارسها إسرائيل حكومة وإعلاماً، ومطالبتهم لي بالتنحي عن رئاسة اللجنة فإنا لن استقيل"
فما الجديد الذي دفع الرجل ليقدم استقالته، غير التهديد بالقتل كما اشتكى لموقع "ميديل ايست أي": حين قال: لقد تلقيت رسائل الالكترونية عنيفة وفظة، تهددني بأنني سأدفع حياتي ثمناً إذا وافقت على الاشتراك في التحقيق.
إنه الإرهاب الإسرائيلي الذي يفرض قراراته على المجتمع الدولي بالحيلة أو بالقوة، والشواهد المتعلقة بالقضية الفلسطينية تقدم الدليل التاريخي على حقيقة التهديد الإسرائيلي لشخصية دولية قانونية مثل البروفسور وليام شاباس، ففي سنة 1954 زار الوسيط الدولي داغ همرشولد القدس الغربية، وقدم عدة مشاريع فيها بعض التأييد للحقوق الفلسطينية مثل قضية القدس، وحق عودة اللاجئين وهذا ما أغضب ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل، الذي ضغط على الجرس الذي أمامه، ليدخل الحارس فوراً.
قال ديفيد بن غوريون للحارس: ادخل الشخص الذي يريد أن يتعرف على الى الوسيط الدولي، وفعلاً: دخل شاب مفتول العضلات بملامح إجرامية، وراح يحدق بالوسيط الدولي داج همرشولد، الذي بدت عليه علامات الدهشة والارتباك، لحديث ديفيد بن غوريون، الذي قال له: أعرفك على آخر الارهابيين في اسرائيل، يا داج همرشولد!
لقد أدرك داج همرشولد قذارة التهديد الذي تلقاه من رئيس حكومة اسرائيل وأنهى اجتماعه، وغادر مكتب رئيس الوزراء الى المطار مباشرة، وعاد الى مقر الامم المتحدة ليحدث مستشاريه عما لقيه من تهديد في مكتب رئيس وزراء اسرائيل.
ولمزيد من شحذ الذاكرة العربية التي طمستها اتفاقية كامب ديفيد مع مصر واتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير واتفاقية وادي عربة مع الأردن، لا بد من التذكير بجريمة قتل الكونت فولك بنادوت، ذلك السويدي الذي عينته الأمم المتحدة وسيطاً دولياً على فلسطين، ليلاقي مصرعه برصاصات يهودية في شهر أيلول سنة 1948، حماية لحقوق اليهود، كما جاء في بيان عصابة "شتيرن". تلك الحقوق اليهودية التي لم يتضمنها مقترح الوسيط الدولي الذي قدم مشروعاً من تسع نقاط ابرزها؛ تحديد الحدود لكلتا الدولتين العربية والإسرائيلية، وإعطاء اللاجئين حق العودة، ومشاركة الجميع في حماية الأراضي المقدسة؛ أما الحدود التي تناولها المشروع فهي تعطي العرب حوالي %54 من أرض فلسطين، بعد ضم النقب للدولة العربية، وكذلك الجليل الغربي، وإنشاء ميناء بحري في يافا وميناء جوي في اللد والرملة، لقد رفض ديفيد بن غوريون المشروع، وقال بعد عشر سنوات: توجب علينا أن نقتل برنادوت كي تقوم دولة إسرائيل. 
فهل سيواصل الفلسطينيون مشوارهم مع لجنة التحقيق الدولية التي قال عنها البروفسور وليام شاباس: اللجنة لم تلق معارضة سوى من إسرائيل والولايات المتحدة، والعالم كله يريد تسليط الضوء على ما وقع في غزة، وتوضيح الحقائق، وهذا هو دور لجنة التحقيق، إن عملنا هو البحث عن الحقيقة وإبرازها، حتى وإن لم تؤد إلى عقوبات.
ملاحظة: كيف عرفت إسرائيل أن وليام شاباس تلقى مبلغ 1200 دولار أمريكي مقابل استشارة قانونية قدمها سنة 2012 لمنظمة التحرير الفلسطينية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وليام شاباس على طريق داج همرشولد وليام شاباس على طريق داج همرشولد



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday