هل تغيرت السعودية
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

هل تغيرت السعودية؟

 فلسطين اليوم -

هل تغيرت السعودية

د.فايز ابو شمالة

تقع المملكة العربية السعودية على مفرق الطرق السياسية في المنطقة، حيث لا صعود ولا هبوط في ساحة الشرق بعيداً عن السعودية، ولا أمن وازدهار في المنطقة دونها، ولا اختلال في موازين القوى داخل بعض بلاد العرب دون السعودية، التي ما انفكت حاضرة في خاصرة الأحداث على هيئة سكين إن لزم الأمر، أو على هيئة بريق في موقدة الجمر.
وكما تؤثر المملكة العربية السعودية في مجريات الأحداث على مستوى الشرق الأوسط والعالم، فإنها أيضاً تتأثر بالأحداث التي عصفت بالمنطقة، ووضعت السعودية في بؤرة الحذر، وهي تجري تغييرات قيادية وإدارية تأخذ بعين الاعتبار المستجدات، ومنها:
أولاً: سيطرة الحوثيين على اليمن، هذا الحدث الذي فاجأ السعودية، وأربك حساباتها من جهة الجنوب، ولاسيما أن الجماعات الإسلامية الأخرى قد تركت الميدان دون مواجهة، وهذا على خلاف تقديرات السعودية التي حسبت أن صراعاً داخلياً سيعفيها من المواجهة المباشرة.
ثانياً: توسع نفوذ الدولة الإسلامية في كل من العراق والشام، وانتشارها في أكثر من بلد عربي، مما يؤثر على الاستقرار في المملكة، ويرسل لها عدة إشارات تحذير من مستقبل غير آمن.
ثالثاً: تعاظم الدور الإيراني في كل من سوريا ولبنان، وأثر ذلك على مستقبل التحالفات في المنطقة، بما يشبه تقاسم نفوذ غير معلن بين قوى الشرق والغرب، وهذا الواقع الجديد يدق ناقوس الحذر والخطر لدى المملكة العربية السعودية.
رابعاً: تخلي الإخوان المسلمين عن المظاهرات السلمية التي عشقوها على مدار عامين، وظنوا أنها أقوى من رصاص الجيش، وما رافق ذلك من إعلان أكثر من مجموعة شبابية عن البدء بالعمل العسكري ضد الجيش المصري، وما سيرافق ذلك من انتشار السلاح في كل المنطقة، وفي تقديري أن هذا هو السبب الذي حرك أمريكا، وجعلها تعاود تقييم موقفها من جماعة الإخوان المسلمين، فكان استقبال وزارة الخارجية الأمريكية لوفد من جماعة الإخوان المسلمين بمثابة رسالة طمأنة على أهمية دور الجماعة في السياسة الدولية، وفي الوقت نفسه تحذير من اللجوء إلى العنف الذي سيضر بكل الأطراف، وأزعم أن هذا هو السبب المباشر للإعلان الأمريكي قبل أيام، الإعلان الذي أكد على أن الإخوان المسلمين ليسوا إرهابيين.
وإذا كانت المتغيرات الميدانية على ساحة الشرق العربي قد فرضت على أمريكا أن تعاود ضبط سياستها وفقاً لمصالحها، فمن باب أولى أن تقدم العربية السعودية على إعادة تقييم موقفها من جماعة الإخوان المسلمين، وأن تنفتح العلاقة معهم على عدة احتمالات قد تكون أقل ضرراً على السعودية من انفلات الوضع في المنطقة على احتمالات غير معلومة النتائج.
لا شك إن ما سبق من مستجدات سياسية لها بالغ الأثر على القضية الفلسطينية، ولها انعكاسها على حركة حماس سلباً وإيجاباً، وبالتالي لها تأثيرها على حياة الناس في قطاع غزة، من هنا فإنني أقدر أن جملة النداءات التي صدرت في الأيام الأخيرة، عن الرباعية الدولية، والتي طالب بضرورة إيفاء المانحين بتعهداتهم تجاه غزة، وما سبق ذلك من نداء صدر عن بان كي مون بضرورة العمل على إعادة اعمار غزة، وما صدر من نداء عن الاتحاد الأوروبي بالمضمون ذاته، وما أبدته (إسرائيل) من استعداد لإدخال مئات الشاحنات الإضافية لسد حاجات قطاع غزة، كل ذلك يدخل ضمن استراتيجية التهدئة، واحتواء الموقف المتفجر، والقفز عن الخطر المجهول، والتعامل قدر الإمكان مع الواقع المعلوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تغيرت السعودية هل تغيرت السعودية



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday