نتانياهو وأوباما، لمن الغلبة
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

نتانياهو وأوباما، لمن الغلبة؟

 فلسطين اليوم -

نتانياهو وأوباما، لمن الغلبة

د.فايز ابو شمالة

لم يكتف نتانياهو بما حققه من انتصارات مبهرة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تواصل الاستيطان اليهودي، حين أعلن سنة 2010، وأثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل عن بناء 1600 وحده استيطانية في القدس، إذ لم يمثل الإعلان الإسرائيلي تجاهلاً للاعتراض الأمريكي على الاستيطان، بل مثل احتقاراً للسياسة الأمريكية، التي ستقف صاغرة أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة باسم "إيباك"؛ المنظمة اليهودية التي تصدت لتصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين، وطالبت الإدارة الأمريكية باتخاذ جراءات فورية لإزالة التوتر في العلاقات مع إسرائيل، وقد تم لها ذلك، ليحقق نتانياهو نصراً ساحقاً بعد أن حققت إسرائيل ما طمحت إليه من مكاسب عسكرية ومالية وأمنية.
وانتصر نتانياهو على الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل الانتخابات الإسرائيلية التي جرت سنة 2012، حين قرر نتانياهو أن يزور أمريكا بدعوة من أعضاء الكونجرس الأمريكي الجمهوريين، رغم انف الرئيس الأمريكي المعارض للزيارة، وألقى نتانياهو كلمته المجلجلة ضد المشروع النووي الإيراني، وسط تصفيق أعضاء الكونجرس الأمريكي للزعيم اليهودي وقوفاً.
لقد صار اليهودي نتانياهو هو الآمر الناهي في السياسة الأمريكية، واقتحم حصون الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الدرجة التي دفعته إلى القول: لا أتذكر حالة تدخل فيها زعيم أجنبي في السياسة الأميركية الداخلية كما يفعل نتنياهو فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران".
فهل كان نتانياهو غبياً حين تحدى الرئيس الأمريكي في عقر بيته؟ وهل سيثير نتانياهو بتدخله المباشر سخط الأمريكيين على إسرائيل، ويؤثر على مستقبل العلاقة بين الدولتين كما قال رئيس دولة إسرائيل رؤوبين ليفن، وكما يتخوف من ذلك بعض السياسيين الإسرائيليين؟
من يدقق في مجمل الردود الأمريكية على تدخل نتانياهو في شئونهم الداخيلة يدرك ان المعركة في الكونجرس الأمريكي يقودها نتانياهو، وله فيها الكلمة العليا، وهذا ما استثار وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، الذي حاول أن يكسب تأييد الكونجرس الأمريكي الذي سيصوت على الاتفاق النووي مع إيران في 17/9 من هذا العام، ليقول: إن الدولار قد "يعاني" ولا يصبح عملة الاحتياط العالمي إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران.، ليضيف كيري بلغة الاستعطاف لأعضاء الكونجرس الأمريكي: إن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق سينال من قناعة الناس بالدور القيادي للولايات المتحدة ومصداقيتها.
مقابل ذلك، نجح اللوبي اليهودي في تمويل تحرك 700 ناشط يهودي يجوبون أرجاء أميركا ويطوفون على مكاتب أعضاء الكونغرس، لإقناعهم للتصويت ضد الاتفاق، بينما اقتصرت ردة فعل الرئيس الأمريكي على تحريك طاقم من مؤيديه إلى الفندق نفسه الذي يقيم فيه هؤلاء لعرض مزايا الاتفاق عليهم، مع تأكيدهم على سياسة أمريكا التي تتذلل لإسرائيل من خلال أحاديث الرئيس أوباما الذي قال: أنا ملتزم بأمن إسرائيل، وأنا أتعامل بجدية مع الأمر ولذلك في ولايتي توثق التعاون العسكري والإستخباري بيننا وبين إسرائيل أكثر من أي وقت مضى". وأضاف الرئيس الأمريكي: إن نتانياهو مخطئ في تعاطيه مع الاتفاق النووي وأتساءل: "ما هو السبيل الأفضل لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي؟ لقد كررت مطالبتي لنتنياهو وآخرين أن يعرضوا خطة منطقية ومعقولة تحقق هذا الهدف، وإلى الآن لم أتلق جوابا.
لقد واصل الرئيس الأمريكي أوباما توسله لليهود، حين التقى مع قادتهم، وقال لهم: إذا لم يقر الاتفاق، فسوف يتهمون أميركا بأنه يستحيل الوثوق بها. وستواصل إيران نشاطها النووي وحينها ستزداد الضغوط لتنفيذ عمل عسكري ضدها. وطهران لن ترد بمهاجمة واشنطن لكنها ستوجه صواريخ حزب الله إلى تل أبيب، وسيضربون دولاً عربية مجاورة، كما سيحاولون إرسال زوارق مفخخة نحو حاملات طائراتنا في المنطقة".
كل ما سبق من توسل أمريكي لم يشفع لرئيسها عند ملك إسرائيل وزعيمها القومي نتانياهو، فهو يعرف ما يريد من أمريكا، ويعرف نقاط ضعفها، لذلك فإنه يطالب بالمزيد من التنازل الأمريكي لصالح الخزينة الإسرائيلية وترسانتها المسلحة، وهو يمارس المزيد من الضغط في الملف النووي الإيراني ليحقق المزيد من المكاسب في ملف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وهو يدرك أن من خلفه منظمة "أيباك" اليهودية، ومن خلفه دهاء اليهود الذي يتمثل بزعيمهم "إيف فوكسمان" الذي رسم لليهود معالم الطريق بالفكرة التالية، حين قال:"لو جاء لي يهودي وسأل: ما العمل بشأن الولاء المزدوج؟
سأقول له: الأمر بسيط، نحن يهود أميركيون، وينبغي أن نفكر في ما هو في صالح بلدنا أميركا، ولما كان الاتفاق مع إيران سيئاً لأميركا. وكان بالصدفة سيئ لإسرائيل إيضاً. لذلك نحن ضد الاتفاق، وهذا لا يعني أننا توقفنا عن دعم أوباما".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتانياهو وأوباما، لمن الغلبة نتانياهو وأوباما، لمن الغلبة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday