لا تلوموا إيران
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

لا تلوموا إيران

 فلسطين اليوم -

لا تلوموا إيران

د.فايز ابو شمالة

بعض النظر عن رضا البعض أو غضبهم من الاتفاق الأمريكي والغربي مع إيران، وبغض النظر عن ربط الاتفاق بالتطورات الحاصلة في المنطقة العربية، أو تفسير البعض للاتفاق على أنه مؤامرة ضد العرب، أو أنه خيانة أمريكية لحلفائها في المنطقة، أو أن له ارتدادات عكسية على سكان المنطقة، وبغض النظر عن الغضب الإسرائيلي أكان مفتعلاً كما يدعي البعض، أم كان حقيقاً، فإن القراءة الدقيقة للواقع العربي تستوجب أن نحترم ونقدر ما حققه الشعب الإيراني من إنجاز علمي وسياسي وضعه في مستوى الدول العظمى، فراح يحتفل بالنصر، ويرقص ويغني لكفاءة قادته السياسيين الذين فاوضوا عدة دول غربية على رأسها أمريكا؛ وهم واقعون تحت الحصار والمقاطعة الاقتصادية.
إذا أراد العرب ان يتعلموا الدرس عليهم أن يعترفوا أن السياسة لا تؤخذ إلا غلاباً، وأن العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وأن أول مظاهر القوة هي قوة الشعب الحياتية العلمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية، وليست قوة البطش والقمع والذبح لقدرات الشعوب، يجب أن يعترف العرب أن دولة إيران قد فاوضت عدة سنوات وهي واقعة تحت التهديد العسكري تارة، وتحت التهديد بتصعيد العقوبة الاقتصادية تارة أخرى، يجب أن نعترف أن إيران لم تستسلم، ولم ترتعب من حشد البوارج، ولم تتراجع أمام المناورات الحربية، ولم تنكس الرايات كل فترة تعطل عجلة التطور الاقتصادي لعدة سنوات، نجحت خلالها دولة إيران أن تكون نداً، ورفضت أن تسير في ركب الغرب، لتصير تابعاً دون كرامة ودون شخصية وطنية.
على الشعوب العربية أن تتعلم من تجربة الشعب الإيراني، وأن تأخذ بمقومات النصر لا أن تبدي التخوف من التجربة الإيرانية، على الشعوب العربية أن تحاكي الشعب الإيراني والشعب التركي والشعب الهندي والشعب الكوري والشعب الصيني وحتى شعوب أفريقيا في مسارها، فمواجهة الواقع، والعمل على تغييره يليق بالشعوب المحترمة أكثر من الهروب من مواجهة الحقائق، ومن ثم تعليق الفشل العربي في كل الميادين على نجاح الآخرين.
لم يأت النصر الذي حققه الشعب الإيراني من فراغ، ولم يرتق الشعب الإيراني إلى مصاف الدول العظمى إلا لأنه شعب رفض أن يتمزق على عدة ولاءات سياسية، لقد ظلت إيران دولة واحدة في الوقت الذي صار فيه العرب أكثر من عشرين دولة، لقد اختارت إيران الديمقراطية طريقاً للوصول إلى السلطة في الوقت الذي اختار فيه العرب الدبابة طريقاً للسيطرة، لقد أصرت إيران على تزويد رجال المقاومة اللبنانيين والفلسطينيين بالسلاح، وظلت تعادي إسرائيل، في الوقت الذي صارت فيه إسرائيل صديقة لبعض العرب الذين اعتبروا المقاومة إرهاباً.
على الشعوب العربية ألا تلوم إيران على تقدمها وتفوقها وانتصارها، فاللوم لغة العاجزين، ومن حق إيران أسوة بكل الدول والشعوب أن تفتش عن مصالحها، وأن تنسج تحالفاتها، وأن تشق طريقها للنهضة وفق ما يتناسب وقدراتها وطموحها، وعلى الشعوب العربية أن تصب اللوم كل اللوم على الحاكم العربي الذي لم يعط للشعب العربي فرصة واحدة كي يعبر عن نفسه، ويرتقي بمستواه السياسي والاقتصادي والعلمي والفكري والحضاري.
الخطوة الأولى ليكون العرب نداً رهينة الحاضر، ومدى التطور على أكثر من صعيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تلوموا إيران لا تلوموا إيران



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:57 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان
 فلسطين اليوم - تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday