المحكمة الدستورية العليا غير دستورية
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

المحكمة الدستورية العليا غير دستورية

 فلسطين اليوم -

المحكمة الدستورية العليا غير دستورية

بقلم: د. فايز أبو شمالة

تتباهى الأمم بالعدل، وتتفاخر الشعوب بنزاهة القضاء المستقل عن الضغائن الحزبية والنزاعات القبلية والأطماع العشائرية، وقد ضربت دولة الصهاينة المحتلة لأرضنا الفلسطينية المثل في سيادة القانون، واستقلالية القضاء، فحاكمت الرئيس، وسجنت الوزير، وألغت قرارات الحكومة، لتضمن دولة الغاصبين بتلك الإجراءات تفوقها على دول المنطقة في كل المجالات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية.

فأين نحن من ذلك التفوق القانوني؟ وأين الشرعية القانونية في حديث وزير العدل لدى السلطة الفلسطينية علي أبو دياك، حين يعلن عن صدور مرسوم رئاسي بتشكيل المحكمة الدستورية العليا، مستنداً على قانون المحكمة الدستورية رقم (3) لسنة 2006، في الوقت الذي تنص فيه المادة رقم (5) من الباب الأول على أن: يتم كل ما سبق بالتشاور مع مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل.

وكيف يكون التشاور مع وزير العدل قانونياً، وهو يعمل في حكومة غير قانونية، ولم تحظ بثقة المجلس التشريعي وفق القانون الأساسي؟.

إن الطعن في الأصل لهو تشكيك بالفرع، بما في ذلك حديث رئيس المحكمة العليا، رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار سامي صرصور، الذي قال: إن قضاة المحكمة سيؤدون لليمين الدستورية يوم الثلاثاء أمام سيادة الرئيس، ونسي السيد صرصور أن اليمين الذي سيؤديه قضاة المحكمة الدستورية سيكون أمام رئيس قد انتهت شرعيته الدستورية، ويمارس صلاحيات الحكم بموافقة مجلس جامعة الدول العربية، وخارج الإطار الزمني المحدد للرئاسة.

إذن كيف ستتولى المحكمة الدستورية العليا الرقابة على دستورية القوانين واللوائح والأنظمة، وتفسير نصوص القانون الأساسي والتشريعات، والفصل في تنازع الاختصاص بين سلطات الدولة، وقد جاء تشكيلها بعيداً عن القوانين والتشريعات التي ستفصل فيها؟

هل الشعب الفلسطيني بالسذاجة حتى يصدق ما قاله وزير العدل المعين: بأن تشكيل المحكمة الدستورية، قد جاء لاستكمال بناء ركائز ومكونات الدولة، وأركان العدالة، وهي استحقاق دستوري قانوني، وقد جاءت لحماية الشرعية الدستورية، كيف نصدق ما سبق من كلام قانوني كبير، والأصل في تشكيل المحكمة الدستورية كما جاء في قانون المحكمة الدستورية رقم (3) لسنة 2006، في الباب الأول، والفصل الأول، والمادة رقم (7) ما يلي: 
يؤدي رئيس المحكمة ونائبه وقضاتها أمام رئيس السلطة الوطنية قبل مباشرة أعمالهم بحضور كل من رئيس المجلس التشريعي ورئيس مجلس القضاء الأعلى اليمين التالية: " أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور والقانون وأن أحكم بالعدل ".

فأين هو رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويكات؟ وهل سيحضر أداء اليمين؟ أم هل سيحضر نائبه الدكتور أحمد بحر؟ أم هل سيحضر النائب الثاني حسن خريشه؟ أم أن أمور حلف اليمين لمحكمة دستورية سيسير مخالفاً لكل الدساتير والقوانين؟

إن صلاحيات المحكمة الدستورية تختص وفق المادة (24) من الباب الثاني، الفصل الأول؛ بالبت في الطعن بفقدان رئيس السلطة الوطنية الأهلية القانونية وفقاً لأحكام البند (1/ج) من المادة (37) من القانون الأساسي المعدل لسنة 2003م، ويعتبر قرارها نافذاً من تاريخ مصادقة المجلس التشريعي عليه بأغلبية ثلثي عدد أعضائه.
فأين هو المجلس التشريعي الذي سيصادق على قرارات المحكمة الدستورية ؟

لما سبق من تجاوز مهين للقانون؛ فقد تحركت 18 مؤسسة حقوقية فلسطينية، وطالبت من رئيس السلطة محمود عباس، بأن يكون الإعلان عن تشكيل "المحكمة الدستورية العليا" خطوة لاحقة تُتوج إعادة الحياة الدستورية المتمثلة بإجراء الانتخابات العامة (الرئاسية والتشريعية) وإعادة توحيد القضاء الفلسطيني، وشددت المؤسسات الحقوقية على ضرورة أنلا يكون تشكيل المحكمة الدستورية مبنيًا على محاصصة سياسية يسعى من خلالها أي حزب أو جهة سياسية للسيطرة على المحكمة.

إن تشكيل المحكمة الدستورية العليا بهذه الطريقة المهينة للقانون الأساسي، ليؤكد أن لا اعتبار للمجتمع الفلسطيني بكل أطيافه، وأن لا قيمة لأي صوت فلسطيني يعترض، وأن لا احترام لأي مؤسسة فلسطينية، وأن لا وجود لأي قانون فلسطيني، وأن الفاعل الوحيد نيابة عن كل مؤسسات الشعب الفلسطيني المغيبة هو رئيس السلطة محمود عباس، وهذا ما يفرض على التنظيمات الفلسطينية والكفاءات والفعاليات والشباب الفلسطيني بأن تعمل على استرداد القرار الوطني الفلسطيني قبل أن تفكر في كيفية استرداد الأرض الفلسطينية المحتلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحكمة الدستورية العليا غير دستورية المحكمة الدستورية العليا غير دستورية



GMT 01:14 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أربعة اتجاهات في اختيار الرئيس الفلسطيني القادم

GMT 06:25 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

إسرائيل لا تريد دحلان رئيسًا

GMT 08:07 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

هل الانسحاب الأمريكي مؤامرة إسرائيلية؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday