أطمئنكم على رئيسكم إلى أبد الآبدين
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

أطمئنكم على رئيسكم إلى أبد الآبدين

 فلسطين اليوم -

أطمئنكم على رئيسكم إلى أبد الآبدين

د.فايز ابو شمالة

كثر الحديث قبل خمس سنوات عن المؤامرة الإسرائيلية لتصفية الرئيس عباس، وتعالت صرخات القادة الفلسطينيين في ذلك الوقت محذرة من المس بحياة الرئيس، حتى بلغ الأمر بمندوب فلسطين في الأمم المتحدة إلى تقديم شكوى بهذا الشأن إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وقد كتبت في ذلك الوقت مقالا ًتحت عنوان: أطمئنكم على حياة الرئيس، قلت في نهايته: أطمئنكم على حياة رئيسكم محمود عباس، فهو بخير، وسيظل بخير، ولن يمسه الضر من اليهود، فهو الذي هندس اتفاقية أوسلو، وهو الذي لما يزل يرى بالمفاوضات طريقاً لحل الصراع العربي الإسرائيلي، أطمئنكم على حياة رئيسكم، الذي نبذ المقاومة، ووصفها بالإرهاب، والذي يرى بالتنسيق الأمني مع المخابرات الإسرائيلية عملاً مقدساً، وتأكدوا أن غضب اليهود وحقدهم وتآمرهم سينصب توسعاً استيطانياً على أرض الضفة الغربية، ولن يقترب من حياة رئيسكم.
ولما كانت السنوات كشافة، فقد اتضح للقاصي والداني أن أكذوبة تصفية الرئيس كانت هرجاً سياسياً يهدف إلى تلميع الرجل، وإكسابه وطنية زائدة لم يعمل من أجلها، وعليه فقد احترقت الأوراق، وبات القوم بحاجة إلى أكذوبة جديدة، تعطي للرجل شرعية جديدة، وتكسبه زخماً جماهيرياً، فكان الحديث عن استقالة الرئيس من جميع مناصبة، وأنه قد أبلغ قيادات الشرق والغرب بقراره التخلي عن مناصبه، وأنه قد أبلغ اللجنة المركزية بقراره، وجاء ربط الاستقالة بفشل مساعي الرئيس في اقناع الإسرائيليين بالعودة إلى المفاوضات.
أطمئنكم مرة أخرى على رئيسكم، إنه باق إلى أبد الآبدين رئيساً، فإن لم يكن هو بلحمه ودمه واسمه محمود عباس، فإنه باقٍ بفكره الذي أعطى الحق لليهود بدولة في فلسطين، وبعقيدته السياسية التي تحقد على المقاومة الفلسطينية، وبسلوكه اليومي الذي يرى بالمواطن الفلسطيني فائض أحمال، وبقناعته الوجدانية بأمن المستوطنين وسلامتهم، وحقهم في البقاء فوق أرض الضفة الغربية التي بنوا عليها مدنهم اليهودية.
وأطمئنكم ثانية أيها الفلسطينيون بأن رئيسكم باقٍ رئيسكم إلى أبد الابدين، فطالما حرص الإسرائيليون على بقاء القدس موحدة تحت نفوذهم وعاصمة لدولتهم إلى أبد الآبدين، فإن السيد محمود عباس هو رئيسكم؛ الذي يصفق له الخانعون، والذي جعلوا منه قائداً فذاً، ورمزاً لا حياة لكم من دونه، فأنتم جديرون بهذا الرئيس طالما ماتت فيكم الرغبة في التغيير، ورفضتم البحث عن الجديد، وتثاقلت إلى الأرض خوفاً على رواتب بعضكم وامتيازاته، وتباعدت المسافة بين عزة نفسكم ومسئوليكم، واستسلمتم للواقع المذل دون أن تثور فيكم نخوة فيصل الحسيني، وكرامة أبي جهاد وغضب إبي علي إياد وإصرار الشيخ أحمد ياسين وشهامة فتحي الشقاقي.
إن ما يقوم فيه السيد محمود عباس من ترتيبات لعقد المجلس الوطني بشكل استثنائي يخالف كل قوانين منظمة التحرير ليؤكد أن الرجل يدافع عن موقعة الأول في القيادة بكل السبل، وإن الرجل حريص على تصفية كل من يفكر أن يقف في طريقه، وأن الرجل على استعداد لأن يتحالف مع الشيطان نفسه في سبيل بقائه رئيساً، وان الرجل لما يزل مقتنعاً أنه هو البطل الذي حقق المعجزات، وانه هو القائد الملهم الذي صنع السلام، وتتنزل عليه الرسالات، وأنه الوحيد القادر على منع الانتفاضة، ومحاربة المقاومة، ومحاصرة حركة حماس، وتجويع قطاع غزة، وبناء الفلسطيني الجديد المؤمن بالتنسيق الأمني، والحاقد على الوطنية الفلسطينية.
فهل يتخلى رجل بهذه الصفات عن الرئاسة؟ وهل يسمح له مؤيدوه بأن يتخلى عن الرئاسة؟ ولمن سيخلي مناصبه التي تهم الإسرائيليين أكثر بكثير مما تهم الفلسطينيين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطمئنكم على رئيسكم إلى أبد الآبدين أطمئنكم على رئيسكم إلى أبد الآبدين



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday