د. عصام شاور
من المتوقع حسب مصادر فلسطينية أن يصل الرئيس الأمريكي الأسبق " جيمي كارتر" إلى قطاع غزة يوم الخميس المقبل سعيا منه لإنجاز اتفاق مصالحة داخلية ترعاه المملكة العربية السعودية على غرار اتفاق مكة، من جانبه كشف قبل أيام السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن تلقي إشارات إيجابية في اتجاه ترسيم العلاقات مع مصر والسعودية.
نحن نعلم أن ملف المصالحة الداخلية ظل حكرا على الجانب المصري لسنوات عديدة، يمنع أي وسيط آخر من التدخل بأي صورة كانت، وقد ظهر ذلك حين حاولت كل من تركيا وقطر المشاركة في تلطيف الأجواء بين فتح وحماس، وقد تصدت منظمة التحرير الفلسطينية بشدة لأي محاولة لمشاركة مصر دور الوسيط فضلا عن الحلول مكانها، ولكن تصريحات السيد هنية تشير إلى موافقة مصر على نقل الملف من مصر إلى المملكة السعودية، وما يؤكد ذلك بشكل صريح تأكيد عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. عبد الله عبد الله أن القيادة الفلسطينية على علم بجهود كارتر التي يبذلها لإتمام المصالحة الفلسطينية وفقا لاتفاق مكة، حيث رحبت القيادة بها وتأمل أن تكلل بالنجاح على حد تعبيره، وهذا تحول جذري في موقف منظمة التحرير من الجهة الراعية لملف المصالحة.
الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ومصر وفلسطين لا يجتمعون أو يتفقون من أجل المصالحة الداخلية فقط، أي أن المصالحة وحدها لا يمكن أن تكون قضية مركزية تجمع كل تلك الأطراف بصورة مباشرة وجهات أخرى قد تكون (إسرائيل) من ضمنهم بصورة غير مباشرة، هناك اتفاقات أشمل وأعم من المصالحة يتم إنجازها في الخفاء مع تعتيم إعلامي شديد، اتفاقات لا بد وأن المفاوضات انطلقت بشأنها في أعقاب انتصار المقاومة في معركة العصف المأكول، ولكن الغريب في الأمر أن ذلك لم ينعكس على قطاع غزة بشكل واضح إلا من بعض التسهيلات الإسرائيلية، وكذلك لم نر آثارا يعتد بها في العلاقة بين فتح وحماس إلا بعض النشاطات التي تقوم بها حكومة "التوافق"، ومنها الزيارات إلى غزة. شعبنا يأمل أن يرى نهاية للنفق، ولا ضير أن تتكرم القيادة الفلسطينية على شعبها ببعض البشائر وبعض الإجراءات التي تخفف فيها عن أهلنا في أراضي السلطة الفلسطينية وخاصة قطاع غزة.