د. عصام شاور
أصيب العرب عامة والخليجيون خاصة بالصدمة والذهول بسبب التسريبات المسيئة التي صدرت عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومساعديه، حيث لم يتوقع أحد أن من أصبح رئيسا لمصر أن يكون ذا شخصية متناقضة تحمل العقلية الاستعلائية والنفسية الدونية في آن ، فيصف دول الخليج العربي بأنصاف الدول ويكيل الشتائم لأمير إحداها في الوقت الذي يسيل لعابه على أموال الخليج فيتحدث بلغة الحواري والشوارع، يملؤه الحقد والحسد تجاه أنظمة قدمت له كل الدعم المالي والسياسي لينتقل من منصب وزير الدفاع الى رئاسة الجمهورية.
جهات معروفة الاتجاه سواء في الخليج او في دول الجوار حاولت التخفيف من وقع التسريبات المسيئة والفاضحة، ولكننا نعتقد أن الخيار سيكون في النهاية بين الكرامة او التحالفات السياسية الهشة والتي زاد هشاشتها فقدان تلك التحالفات للتأييد الجماهيري الخليجي بشكل مطلق، لا أتصور أن يرحب الخليجيون بزيارة الرئيس المصري أو حكومته لبلدانهم ولا بزيارة قادة الخليج لمصر في عهد الرئيس المسيء فضلا عن رفضهم لدعمه بالمال طالما ثقافته الرز والشعير.
هناك اشياء كشفتها التسريبات المسيئة وتم اغفالها والتغاضي عنها؛ فالمجلس العسكري المصري بعظمته كان لا يملك حق القرار وكان يتلقى الاوامر من رئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري، ورأينا كيف قام مدير مكتب السيسي بإبلاغ مدير مكتب التويجري عن قرار ترشيح السيسي للرئاسة قبل ان يجتمع المجلس العسكري ولم يستطع الأول انتظار وجود رئيس الديوان لتبليغه بالأمر فاضطر لتبليغ مدير مكتبه، فإذا كان المجلس العسكري على هذه الحال فإن القضاء المصري اشد سوءا ولا أستبعد ان تهمة الرئيس محمد مرسي بالتخابر مع حماس تم إصدارها من مكتب التويجري (الذي يتخابر معه المجلس العسكري المصري ) وعلى القضاء المصري التنفيذ، حيث لم يبق الانقلاب في مصر نزاهة للقضاء ولا سيادة للمجلس العسكري.
"مسافة السكة"، الشعار الذي اطلقه السيسي للدفاع عن الخليج والعرب لم يكن من منطلق القومية العربية لأنهم نفوا ذلك بألسنتهم وقالوا " بلا قومية بلا وطنية " بل من منطلق " هات وخد"؛ هات رز وشعير وخد من دماء جنودنا وشبابنا، وهنا نتمنى على ادعياء القومية والذين شبهوا السيسي بالرئيس جمال عبد الناصر ورفعوا صوره في الكثير من البلاد العربية أن يكفوا عن التجارة بالقومية بعد ان تبين أن زعماء القومية العربية ما هم إلا تجار أرز ودماء .