د. عصام شاور
تعاني الساحة الفلسطينية من انقسام داخلي و تعاني غزة من حصار مدمر، ولا بد من تفكيك الأزمات سواء الداخلية كالانقسام أو الخارجية مثل الحصار وتعطيل إعادة الاعمار، ولا يجوز الربط أو التشبيك بين الداخلي والخارجي، وإذا توفرت إمكانيات لفك الحصار والتخفيف عن غزة فلا يوجد مبرر لربطها بالمصالحة, طالما أن الأطراف ليست مستعدة لطي صفحة الانقسام كما يجب وكذلك لا يجوز اعتبار فك الحصار على أنه انفصال لقطاع غزة عن أراضي السلطة الفلسطينية، ومن هنا فإن أي مبادرة لفك الحصار يلزمها توافق وطني للغالبية وليس للكل ,لأن الحسابات الفصائلية قد تعرقل الإجماع الوطني ومن ثم تعرقل جهود فك الحصار.
حماس تقول إنها لن تعارض مقترح هدنة مع العدو الاسرائيلي تقدمت به اطراف خارجية مقابل فك الحصار وإنشاء ميناء وتشترط حماس الا يكون ذلك على حساب استفراد (اسرائيل) بالضفة الغربية, وان يكون هناك توافق وطني حول الهدنة، وأنا لا اعرف هل يعني ذلك موافقة جميع الأطراف الفلسطينية أم موافقة غالبيتها على المقترح، ولكنني أعتقد أنه ما من سبب أو مبرر يمنع أي فصيل وطني معارضة مثل هذا المقترح، لأن إنشاء ميناء يصل غزة بالعالم الخارجي مطلب أساسي لقطاع غزة حتى لا يظل رهينة لمعبر رفح وسلطة الأمر الواقع في مصر، وقد تكون مصر أول المعارضين لإنشاء الميناء لأنها ستفقد ورقة الضغط على غزة والتحكم بها وقد تضغط مصر على أطراف فلسطينية لإفشال التوافق والمطلوب من الفلسطينيين تقديم مصالح الشعب الفلسطيني على إرضاء الأطراف الخارجية.
كان الجميع وخاصة اهل غزة يعتقدون ان الجهود السياسية بعد الحرب جمدت فإذا بها تمر مر السحاب، وان تضحيات اهل غزة لم تذهب سدى كما كانوا يعتقدون ولكن السؤال الذي يطرح نفسه :لماذا يحاورون حماس، واطراف تتقدم بمبادرة للتهدئة مع العدو الإسرائيلي وسويسرا تقدم مبادرة لحل مشاكل الموظفين، هل يفعلون ذلك لأن حماس مأزومة ومهزومة في معركة العصف المأكول، كلا ، وهذه إجابة للذين شككوا في انتصار المقاومة أو الذين حولوا الانتصار الى مجرد "صمود" لا أكثر، وقد سبق وأكدت على وجود مفاوضات بين حماس وأطراف خارجية لتنفيذ شروط المقاومة بهدوء بعد أن عجزت كل الأطراف في تحويل النصر إلى هزيمة ومنع المقاومة من إعلان انتصارها وتحقيق إنجازاتها