د. عصام شاور
لا يجوز التجني على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بأي شكل من الأشكال حتى من باب النصح أو إبداء الرأي إن لم يكن مستندا إلى أدلة و بيّنة.
من الطبيعي أن يتجنى أصحاب الخيار السلمي على المقاومة انتصارا لخيارهم, ولكن من غير الطبيعي أن يحصل الأمر ممن يحسبون على التيار الإسلامي والتيار المقاوم.
لا تهمني الأسماء وخاصة مع وجود فئات من الناس ترى بالمقلوب وتخالف القاعدة الذهبية, " إن الحق لا يعرف بالرجال ، واعرف الحق تعرف أهله "، ولذلك فإنني سأسقط الأسماء حتى لا تسقط القضية الأساسية التي أطرحها.
قبل أشهر خرج علينا محلل من المحسوبين على "حكماء" التيار الإسلامي ليحمل المقاومة مسؤولية إطالة أمد العدوان الأخير على قطاع غزة بسبب السقف المرتفع لشروطها, ثم جاء قبل أيام "حكيم" آخر ليتهم المقاومة بافتقادها الأفق السياسي والاستراتيجي لاقتصار مطالبها على "فتح معابر وتوسيع مساحة صيد"، وقد احترنا بين هذا وذاك, ولكننا شعرنا بوخزات طعناتهم التي وجهوها للمقاومة؛ هذا كلام لا يستحق الرد أو النقاش, لأن عواره واضح ونقصه فاضح.
حكومة الوفاق فاشلة بكل المقاييس وهي ليست كأي حكومة أخرى لأنها حكومة توافقت عليها الفصائل وأعطيت المدة المناسبة لتحقيق المهام التي أوكلت إليها، هي لم تقم بمهامها ولم تخطُ أي خطوة من أجل تنفيذ بعضها، ولا يجوز لكاتب أو صاحب رأي إسلامي أن يلوم الشعب الفلسطيني على انتقادها ولا يجوز له أن يدعي بأن الجميع ذبحها وسلخها و'لعن أبوها'"، صحيح أننا نحب مثل هذه العبارات الشعبية الرنانة ولكن حين تكون في محلها .
لو سألنا الناس عن رأيهم في الآلية المتبعة في إعادة إعمار قطاع غزة لوجدنا الغالبية تسأل: وهل بدأ الإعمار حتى نحكم على الأداء؟ نعم لقد بدأ الإعمار, والكاتب الحكيم يشيد بالآلية المتبعة ويتهم الآخرين بأنهم سنوا سكاكينهم ولعنوها وطعنوها دون علم أو طرح بديل". الأمر ببساطة لم يكن كذلك, حيث إن فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس اعترضوا بشكل حضاري على الاستهبال في آلية إعادة الإعمار التي حاولت (إسرائيل) والمجتمع الغربي فرضها، ومع القليل من التهديدات العلنية لكتائب القسام بدأت الأطراف المتآمرة بمراجعة نفسها للعمل بآلية منطقية ومقبولة ولا داعي للدفاع عن مؤامرات يحيكها الغرب ضد أهلنا في قطاع غزة.