د. عصام شاور
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج، بالطبع أنا لست ممن يقطعون الأمل من فرج الله ورحمته على عباده وخاصة إذا كانوا مثل أهالي قطاع غزة في حالة مستمرة من الرباط والجهاد والصبر على حصار ضربه العدو الإسرائيلي والشقيق العربي، أو إذا كانوا مثل الشعوب العربية التي ضحت بدماء الآلاف أو مئات الآلاف من الشهداء من أجل حريتهم وكرامتهم ومن اجل إعلاء كلمة ربهم، هؤلاء لا بد وان يفرج الله كربهم ويكشف غمهم حتى لو اجتمع الإنس والجن عليهم.
في الخفاء نشأ حلف شيطاني، رأينا أفعاله حين استهدف آمال الشعوب وحرياتها، وآذى المسلمين وحظر جماعة الإخوان المسلمين واسقط حكمهم, كما شدد الحصار على قطاع غزة وهدد كل من يمد للمحاصرين يد العون، ولكنه كما ظهر في الخفاء سقط بفضل الله في الخفاء وبدأنا نرى آثار سقوطه وسنرى المزيد في المستقبل القريب.
الثورة المصرية استعادت زخمها في سنتها أو موجتها الرابعة، وانطلاقتها هذه المرة مختلفة عن انطلاقتها في المرة الاولى والمرات التي تلتها وستتأثر بعدة عوامل ايجابية منها: أولا: فقدان الانقلاب للجزء الأكبر من الدعم المالي والسياسي الذي كان يمده به التحالف المشار اليه آنفا، وكذلك فقدانه للمصداقية بعد الانهيار الاخلاقي للعسكر والانهيار الاقتصادي والاجتماعي والامني لمصر في ظل حكمهم، ثانيا: طهارة صفوف المقاومة من العلمانيين والمتسلقين وكذلك الإحاطة التامة للثوار بكل الأخطاء والمطبات التي وقعوا فيها على مدى السنين السابقة، ثالثا: تغيير جماعة الاخوان المسلمين_العمود الفقري للثورة _لسياستها بشكل جذري, حيث أسندت للشباب القيادة وقررت خوض المعركة حتى النهاية.هذه الأسباب بعد مشيئة الله كفيلة بتحقيق مطالب ثورة 25 يناير واقتلاع الدولة العميقة من جذورها والى الأبد.
ما يحدث في مصر له انعكاس مباشر على الوضع في قطاع غزة ولذلك فإن حصار غزة لن يطول وكل المعطيات تشير إلى اقتراب نهايته، مع التأكيد على أن كل ما ذكرناه مجرد أسباب وأن النصر من عند الله عز وجل حتى لو غابت كل الأسباب المادية للنصر.