د. عصام شاور
صرح د. أحمد المجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بأن حماس طلبت تأجيل زيارة وفد المنظمة إلى قطاع غزة بسبب انشغالها بالقرار المصري الذي اعتبر كتائب القسام منظمة إرهابية ثم جاء النفي من قبل عضو آخر في اللجنة التنفيذية وهو السيد قيس عبد الكريم " أبو ليلى"، حيث أكد الأخير بأنه لم يحدث أي اتصال من قبل منظمة التحرير بحماس وأن المنظمة ستبدأ بإجراء اتصالاتها، ويأتي نفي أبو ليلى مطابقا لنفي حركة حماس لتصريحات المجدلاني.
التصريحات غير الصحيحة والصادرة عن شخصيات قيادية وتتعلق بأمور حساسة لا يجب أن تمر مرور الكرام، لأن تلك محاولات لضرب الوحدة الفلسطينية أو على أقل تقدير يمكن اعتبارها خطوات استباقية للتشويش على جهود المصالحة وتوتير الساحة الفلسطينية، ولهذا على د. المجدلاني تفسير تصريحاته، وما سبب إطلاقها؟ وعلى ماذا اعتمد؟ وماذا أراد منها؟، ربما يكون قد أجرى اتصالات غير رسمية مع شخصيات لا تملك القرار في حماس أو ربما تكون هناك قصة أخرى لأن المطلوب أن يتحمل كل مسئول مسؤولية تصريحاته إن لم تكن صحيحة.
عندما نتحدث عن اتصالات بشأن زيارة وفد المنظمة إلى غزة وانتظار موافقة حماس فيجب أن نفهم أن المقصود هو استعداد حماس كحركة لاستقبال وفد المنظمة من أجل الحوار حول المصالحة وليس المقصود الدخول إلى قطاع غزة، حيث إن دخول غزة من قبل قيادة منظمة التحرير أو أي فلسطيني لا يتطلب موافقة مسبقة من أية جهة فلسطينية وقد سمعنا وللأسف من يهدد بمنع الآخرين من زيارة غزة وهذا كلام غير جائز وغير مقبول ولا يعبر إلا عن وجهة نظر فردية فقط بغض النظر عن مركز ومنصب المتحدث.
أمر آخر يجب الإشارة إليه هو التصريحات التوتيرية التي تصدر عن بعض القيادات الفلسطينية ، فأنا في هذه المسألة مع الرأي القائل بأن التصريحات التوتيرية لا علاقة لها بمجريات الأمور وتنفيذ المصالحة ولا يجب هدم ما أنجز بسببها وهذا لا يمنع من عتاب قائلها أو الرد عليه بما يتناسب معها ولكن من يريد المصالحة لا يطلق النار على خصمه، والشعب بات على علم تام بالأشخاص الذين يعرقلون الوحدة الوطنية ولم يعد يطيق رؤيتهم أو سماع صوتهم .