د. عصام شاور
بعد مرور شهر على زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح وافقت السلطة الفلسطينية على تسيير رحلات للكويتيين الى مدينة القدس، ويعتقد أن اكبر رحلة تطبيعية من دولة عربية شقيقة إلى فلسطين المحتلة والقدس ستتم الأربعاء القادم من الكويت الى الأردن من خلال الخطوط الجوية الكويتية ثم برا الى الضفة الغربية.
عملية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تواجه معارضة شديدة من قبل الشعوب العربية ومن علماء الأمة الذين حرموا على غير الفلسطينيين زيارة القدس تحت حراب الاحتلال،ومع ذلك هناك جهات فلسطينية تسعى جاهدة الى إنجاح التطبيع حتى يسهل لاحقا تنفيذ المبادرة العربية للسلام والتطبيع مع الدول العربية كخطوة أولى ثم الدول الإسلامية كخطوة لاحقة،ولذلك وجدنا تعاونا مشتركا بين الدول الراغبة في التطبيع مع الاحتلال الذي سمح للسلطة الفلسطينية بإصدار تصاريح خاصة دون الحاجة إلى " ختم الجوازات" من قبل " إسرائيل"، وهذا دليل على الرفض الشعبي العربي وحرص بعض الأنظمة العربية إضافة للسلطة والاهتمام الإسرائيلي على تنفيذ ذلك المخطط.
كل التسهيلات العربية والإسرائيلية لن تنجح في إقناع المسلم بأن الاحتلال الإسرائيلي أمر طبيعي ويجب التعايش معه،وكذلك لن تنفع الفتاوى الصادرة عن غير المؤهلين علميا او وطنيا في تمرير مخطط التطبيع، وهناك من يقول إن زيارة العرب للأقصى امر ضروري واضطراري مثل زيارة الفلسطيني لسجون الاحتلال ولكن علماء الدين حرموا الأولى تحريما شديدا ولا تشابه بين الحالتين.من ناحية ثانية نلاحظ أن الدول العربية سعت ونجحت في إقناع إسرائيل لتقديم تسهيلات للعرب من الخارج ولم تستطع إقناعها لتقديم تسهيلات للمواطنين في الضفة الغربية وغالبيتهم محرومون من زيارة الأقصى والصلاة فيه.
نحن نرفض بشدة زيارة العرب والمسلمين للقدس طالما هي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي ولا تتم إلا بموافقته، من كان يريد القدس والدفاع عنها عليه دعمها ماليا لتعزيز صمود أهلها فيها، وسياسيا لمنع المحتل الإسرائيلي من العبث فيها، أما أن تنظم رحلات عربية إلى القدس وعمليات التهويد والاستيطان والتخريب مستمرة من قبل الاحتلال فتلك موافقة للمحتل على جرائمه واحتلاله للقدس ولفلسطين.