د. عصام شاور
"الكل سيقتل".. هذا كان رد تنظيم داعش على المبادرة التي تقدمت بها أكناف بيت المقدس لحقن دماء من تبقى من سكان مخيم اليرموك في سوريا، وعدم المساس بالمدنيين وضمان سلامة المقاتلين وخروجهم من المخيم بعد إصرار داعش على احتلال المخيم، ومن الواضح أن هناك إصرارا على تصفية سكان المخيم بعد أن فتحت جبهة النصرة الطريق لـ"داعش" وقدم له النظام السوري المساندة بسلاح المدفعية للتمكن من تنفيذ أهدافه القذرة.
لا يوجد موقف للقيادة الفلسطينية مما يجري في مخيم اليرموك، سواء لقيادة السلطة أو قادة الفصائل الفلسطينية، ولو كانت هناك شبهة فقط لضلوع حركة حماس فيما يجري هناك لقامت الدنيا ولم تقعد تجريما لحماس وتباكيا على أهلنا في مخيم اليرموك، وكنت أتمنى من القيادة أن تتحرك ولو أسوة بموقفها من قتلى الصحيفة الفرنسية المسيئة أو قتلى النظام التونسي، أو موقف مشابه لما جرى مع الجندي الأردني معاذ الكساسبة الذي تحرك من أجله العالم العربي وأقيم له نصب في رام الله، ولذلك لا بد من تحرك عاجل للسلطة الوطنية الفلسطينية ولجميع الفصائل الفلسطينية لنصرة نساء وأطفال وسكان مخيم اليرموك قبل فوات الأوان.
الجريمة النكراء التي يرتكبها "داعش" بالتعاون مع جبهة النصرة ونظام بشار الأسد في مخيم اليرموك أسقطت ورقة التوت عن عورة "داعش" وفضحته وأظهرت خسته، فمخيم اليرموك ليس به "صليبيون" ولا "رافضة" ولا "مرتدون"، وعلى رأي أخينا رسام الكاريكاتير د.علاء اللقطة ليس به كافر إلا الجوع، فإلى ماذا يهدف "داعش" ؟
إنه يسعى إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في المخيمات حتى لا تظل شاهدة على الجريمة الإسرائيلية، وجود المخيمات الفلسطينية يعتبر ركنا أساسيا للحفاظ على القضية الفلسطينية حية في وجدان العرب والمسلمين والعالم الحر ولكن "داعش" وبشار وبعض الأنظمة العربية يريدون التخلص من المخيمات من أجل ضرب القضية الفلسطينية وإسقاط حق عودة اللاجئين إلى فلسطين.
أعتقد أن تنظيم داعش بعد جريمته في مخيم اليرموك أعلن عداءه للشعب الفلسطيني وقضيته، وعلينا حماية مجتمعنا وشبابنا من "داعش" وأفكاره واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لعدم تكرار ما يحدث في مخيم اليرموك في غزة أو الضفة الغربية.