د. عصام شاور
قبل أسبوعين هاتف الرئيس محمود عباس المحامي حسين شبانة مهنئا له بفوز مرشحي كتلة فتح وحلفائها وحصول شبانة على أعلى الأصوات في انتخابات نقابة المحامين، وهذا الاتصال يبين مدى اهتمام الرئيس بصفته قائدا لحركة فتح بشعبية الحركة وتمثيلها في الشارع الفلسطيني، ولكن جاءت الصدمة حين فازت حركة حماس على فتح وفصائل منظمة التحرير بحصولها على "نصف المقاعد +واحد " في انتخابات مجلس طلبة بيرزيت وكان الفارق في الأصوات بين حماس وفتح ثلاثة أرباع ما حصل عليه المحامي حسين شبانة في انتخابات المحامين في الضفة والقطاع.
غالبية قادة فتح الذين تحدثوا عن " انتصار" حركة فتح في انتخابات المحامين لم يعلقوا على انتخابات بيرزيت، إلا أن البعض أدلى بدلوه فمنهم من أصاب شيئا من الحقيقة ومنهم من اخطأ ولكن منهم من تجاوز حدود المنطق مثل جمال نزال الذي استخف بشريحة الشباب من سن " 18_20" قبل أن يتراجع عن تصريحاته المعيبة. التبرير الجديد الذي لم اسمعه من قبل ويبدو انه لاقى رواجا في الوسط الفتحاوي وهو كما قال القيادي نبيل عمرو " قدرة حماس المتجددة على النفاذ في فراغات فتح" وقد ذكر من تلك الفراغات تناقضاتها واقتتالها الذي لا يتوقف رغم انه لا مبرر له حسب عمرو.
أعتقد أن نبيل عمرو أصاب في مسألة قدرة حماس على النفاذ من الفراغات أو الثغرات ولكن ليس فراغات أو ثغرات حركة فتح وإنما الفراغات الأمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي حين استطاعت حركة حماس اختراق أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة وأصابت صواريخها قلب الكيان الغاصب كما أصابت غالبية المدن في أراضي فلسطين المحتلة عام 48. وبعد أن ضربت صواريخ القسام مستوطنات العدو في رام الله وبيت لحم والقدس والخليل ارتفعت الروح المعنوية لأهلنا في الضفة الغربية مما أدى إلى ارتفاع أعمال المقاومة في الضفة وزيادة في تأييد منهج المقاومة وما يحدث في الجامعات نتيجة طبيعية.
نختم بالقول إن فلسطين أكبر من الفصائل كلها، وانتصار خيار المقاومة هزيمة للعدو الإسرائيلي وليس خسارة لأي طرف فلسطيني، وتظل معركتنا أولا وأخيرا مع العدو الإسرائيلي وإياكم ثم إياكم من كل محاولة لحرف البوصلة.