د. عصام شاور
في زيارته إلى قطاع غزة وضع توني بلير مبعوث اللجنة الدولية الرباعية (للسلام) في الشرق الأوسط خمسة شروط على حركة " حماس" مقابل رفع الحصار ؛المصالحة والقبول ببرنامج سياسي أساسه دولة فلسطينية على حدود 67والتأكيد على أن حركة حماس فلسطينية وأن حل الدولتين نهاية للصراع وكذلك طمأنة مصر بأن حماس لن تكون قاعدة للإرهاب في مصر. الدكتور موسى أبو مرزوق دافع عن موقف حماس بالنسبة لما ذكره بلير وأنها وقعت اتفاق مصالحة وتقبل بدولة فلسطينية على حدود 67 دون اعتراف بشرعية الاحتلال وأنها فلسطينية وتسعى إلى علاقات جيدة مع مصر ولا تتدخل بشؤونها الداخلية، وكنت أود من السيد أبو مرزوق أن يرد بشكل مغاير حتى لو أوضح بعض النقاط المتعلقة بحركة حماس، وأهم شيء أنه لا يحق لتوني بلير وضع شروط من أجل إعادة إعمار قطاع غزة أو رفع الحصار لأن تلك هي شروط للمقاومة من أجل وقف إطلاق النار وتهدئة مع العدو الإسرائيلي بعد الهزيمة التي منيت بها إسرائيل في معركة استمرت 51 يوما، رفع الحصار وإعادة الإعمار ثمن أجبرت " إسرائيل" على دفعه ومن الغباء ان يأتي بلير ليدفع الفلسطينيون ثمنه، وهذا ما كنت ان يؤكده الدكتور موسى أبو مرزوق. والآن نأتي لما طرحه بلير من أفكار أثناء زيارته قطاع غزة وليس كشروط لرفع الحصار لأن بلير كما قلنا طرف في الحلف المهزوم امام المقاومة وكتائب القسام في غزة ولا يحق له وضع الشروط وإنما تنفيذها قبل الانفجار الكبير. ما طرحه بلير يؤكد انه يريد إلزام حماس بشروط إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية، ولذلك نقول: إنه لا يحق له التدخل في المصالحة ولا في علاقة حماس مع مصر، المصالحة شأن فلسطيني داخلي أما العلاقة مع مصر فهي عدوان من الطرف المصري الذي حكم على كتائب القسام بأنها منظمة إرهابية في الوقت الذي شطبت فيه أوروبا اسم حماس من قائمة المنظمات الإرهابية، وكذلك استمرار الطرف المصري بشيطنة المقاومة الفلسطينية وتضييق الخناق على قطاع غزة في المقابل تلتزم حركة حماس بضبط النفس والعمل على اعادة ترميم العلاقة التي يمزقها نظام السيسي وإعلامه الفاسد باستمرار، والأصل أن تضغط أوروبا على النظام غير الشرعي في مصر من أجل التوقف عن استفزاز كتائب القسام والشعب الفلسطيني كافة. أما فيما يتعلق بالبرنامج السياسي الذي تريده حماس فهذا ما ستقرره الحركة بعد رفع الحصار وإعادة الإعمار وتنفيذ شروط المقاومة فإذا استطاع الغرب اجبار "إسرائيل" على ما تم الاتفاق عليه بعد هزيمة إسرائيل وتثبت أنها جادة وتحترم الاتفاقات يمكن لحماس حينها التفكير في حل سياسي طويل الأمد معها، ولكن على إسرائيل والإمارات ومصر وكل من يتآمر على الشعب الفلسطيني أن يشطب فكرة اعتراف حماس بشرعية الاحتلال على المناطق المحتلة عام 1948.