د. عصام شاور
حسب ما نراه فإن الضغوط الداخلية والعربية والغربية عادت من جديد على قطاع غزة وعلى حركة حماس، وكأن القوم نسوا كل ما بذلوه من أجل أخذ موافقة كتائب عز الدين القسام على وقف إطلاق النار وإعادة المستوطنين في غلاف غزة إلى بيوت احتلوها وكذلك إخراج الملايين من اليهود من جحورهم وملاجئهم، وهي الأهداف التي توسط من أجلها الوسطاء العرب والغربيون.
قالوا إن المبادرة المصرية تلبي شروط الشعب الفلسطيني ومقاومته، هي لم تكن كذلك في بداية الأمر ولا داعي لتكرار ما كتبناه في السابق، ولكن المبادرة النهائية والتي تم التوافق عليها فقد لبت جميع الشروط ولكن الأطراف بدأت بخرق تلك الشروط سواء الخروقات الإسرائيلية ضد الصيادين والمنطقة العازلة، أو ما نسمعه من تهديدات عربية وأجنبية لحكومة التوافق حتى لا تتعامل بأي شكل من الأشكال مع حركة حماس وخاصة فيما يتعلق برواتب الموظفين المعينين من قبل الحكومة السابقة.
في ربع الساعة الأخير من معركة "العصف المأكول" أطلقت كتائب القسام صاروخاً من النوع المتميز على مدينة عسقلان، اعترف العدو بأن أضراره تفوق تأثير كل أنواع الصواريخ التي انطلقت قبله، وهذا يعني أن كتائب القسام أرسلت رسالة مفادها بأن بداية الحرب القادمة ستختلف بشكل كلي عن معركة العصف المأكول و أن صواريخها القادمة ستقتل وتجرح وتدمر، وإذا صمدت (إسرائيل) 51 يوماً في معركة العصف المأكول فإنها لن تحتمل ذلك في المعركة القادمة.
على الأنظمة العربية والحكومات الغربية أن تنظر إلى الأمر وكأن الحرب اشتعلت وأن الرعب الصهيوني تجدد.عندها ستتجه الأنظار كل الأنظار إلى أبي عبيدة الناطق باسم القسام ليسمعوا منه، أما الآن فإنهم يتجاهلون غزة ومأساتها ومقاومتها، ويعملون " على أقل من مهلهم" ويشترطون ويهددون، ماذا تفعلون الآن وقد رضخ الجميع لشروط المقاومة؟.
نقول إن المقاومة تحاملت على نفسها في العصف المأكول وقبلت_ في مفاوضات وقف إطلاق النار_ بوساطات غير أمينة أو غير قادرة على تنفيذ وعودها لضعف فيها أو لتحقيق مآرب خاصة بها، فإذا اشتعلت الحرب من جديد لا قدر الله فإنني أعتقد أن المقاومة لن تقبل أي وسيط وستعلن شروطها على وسائل الإعلام وتستمر في حربها حتى يرضخ الجميع مرة أخرى وينفذوا شروطها السابقة واللاحقة،ولذلك فإنني أرى أن يعيدوا التفكير في طريقة تعاملهم مع قطاع غزة والمقاومة قبل فوات الأوان.