د. عصام شاور
بعد يومين من مطالبة قيادات من حماس الرئيس محمود عباس بإصدار مرسوم لإجراء الانتخابات الفلسطينية رد بأنه سيصدر المرسوم فور موافقة خطية من حركة حماس مقدمة لرئيس اللجنة الانتخابية السيد حنا ناصر، والشعب يعلم وكذلك حماس وفتح والرئيس والجميع أن انقساما دام أكثر من سبع سنوات لن ينتهي بورقة مقدمة من حماس إلى رئيس لجنة الانتخابات.
يقول المثل الشعبي: "هي مش قصة رمانة ولكن القلوب مليانة"، وقضيتنا ليست قضية انتخابات ولا مرسوم يحددها فالمسألة أكثر تعقيدا من ذلك ، لأنه وبكل بساطة تم الاتفاق بين فتح وحماس على إصدار مرسوم وإجراء الانتخابات في اتفاقية القاهرة وإعلان الدوحة وتم التأكيد على ذلك في إعلان الشاطئ، ولكن لم ينجز سوى استقالة حكومة إسماعيل هنية وتشكيل حكومة واحدة لم تستطع حتى هذه اللحظة أن تشعرنا بأنها حكومة وفاق أو أنها حكومة شطري أراضي السلطة الفلسطينية؛" الضفة وغزة".
إن درجة التوتير الإعلامي في هذه الأيام بلغت مبلغها بين حماس وفتح والحديث عن إجراء انتخابات لا يتناسب مع هذه الأجواء مطلقا، واعتقد أننا بحاجة إلى قوة خارجية لرأب الصدع الفلسطيني ولا أرى طرفا قادرا على تحقيق تلك المعجزة سوى المملكة العربية السعودية التي احتضنت أول محاولة للوفاق وكان اتفاق مكة الذي لم يكتب له النجاح حينها، ولكنني أجزم أن أي محاولة جديدة من المملكة العربية السعودية ستكون ناجحة في إنهاء الانقسام والشروع في تطبيق مصالحة على أسس متينة لأن الظروف الحالية للشعب والفصائل الفلسطينية غير تلك التي سادت عام 2007 فضلا عن تعطش شعبنا إلى إغلاق ملف الانقسام والانطلاق من جديد لترميم ما دمره العدو الإسرائيلي وما أفسده الانقسام.
على قادة الفصائل الفلسطينية التوجه إلى أشقائنا العرب من أجل التدخل بإيجابية وجدية لرفع الحصار الآثم عن قطاع غزة وكذلك التوجه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حتى يكون عونا للشعب الفلسطيني في تجاوز خلافاته الداخلية وإنجاز المصالحة سواء من خلال التأثير على الجانب المصري لإتمام رعايته للمصالحة بعد تصحيح خطئه في اعتبار حماس منظمة إرهابية أو من خلال الرعاية السعودية المباشرة للمصالحة فالمملكة العربية السعودية أقدر وأحرص على التوفيق بين الفصائل الفلسطينية من أي طرف آخر.