لا عودة للحرب مجددًا في غزة
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

لا عودة للحرب مجددًا في غزة

 فلسطين اليوم -

لا عودة للحرب مجددًا في غزة

د. عدنان أبو عامر

 وهكذا انفضت الجولة الأولى من مفاوضات القاهرة الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة لبحث وقف دائم لإطلاق النار بعد 7 أسابيع على الحرب الأخيرة على غزة.

لم يرشح كثيرا عن سير المفاوضات التي استمرت يوما واحدا فقط، لكن من الواضح أنها ستكون صعبة بين الجانبين، فالوفد الإسرائيلي سيطالب بتجريد غزة من السلاح، فيما تطالب حماس بالبدء ببناء ميناء بحري وتشغيل المطار وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل تسليم جثامين جنود إسرائيليين، وبالتالي فالطرفان يقفان على طرفي نقيض متباعدين، وهو ما يعني أن هذه الجولة الأولى لن تكون الأخيرة، لأنه ليس بالإمكان البت في هذه القضايا الكبيرة، وسنكون بانتظار جولة قادمة لم تحدد بعد.

في حين أن هناك قناعة متبادلة بين الجانبين أنه ليس مطروحاً العودة من جديد لخيار العمليات العسكرية بينهما إذا حصل أي تعثر في المفاوضات القادمة، لأن اتفاق وقف إطلاق النار نص بصورة واضحة على وقف جميع الأعمال العدائية بين غزة و(إسرائيل) برًا وبحرًا وجوًا، وعدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لغزة، أو استهداف المدنيين، وإيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود.

مناسبة الحديث عن إمكانية تجدد المواجهة العسكرية في غزة مع بدء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في القاهرة، أن الأوضاع في غزة لم يطرأ عليها أي تغيير إيجابي بعد انتهاء الحرب.

في ذات السياق، فإن غزة تسابق الزمن في مسألة الاتفاق على الآليات الخاصة بإعادة الإعمار، فالشتاء على الأبواب، ومراكز الإيواء التي تضم عشرات آلاف المهدمة منازلهم لا تقيهم من برد الشتاء ولا أمطاره، ولذلك فالتعويل على إنجاز الملفات الخاصة بفتح المعابر ورفع الحصار، لكن عدم إنجازها دفعة واحدة بالسرعة التي نريدها لا يعني بالضرورة أن نعود من جديد إلى خيار المواجهة المسلحة مع (إسرائيل)، فالكلفة باهظة والثمن كبير.

هذه القناعة يبدو أنه متفق عليها رغم تصريحات أخيرة في غزة مفادها أن حماس لا تريد حربا أخرى مع (إسرائيل)، لكن مزيدا من القتال سيصبح أمرا لا مفر منه إن لم يتم التوصل لاتفاق لفتح المعابر، محذرة أن الفشل في مفاوضات القاهرة ورفع الحصار قد يؤدى لحرب أخرى، رغم أنها لا تريد هذا، والإسرائيليون أيضا لا يريدون أن يروا هذه الحرب مرة أخرى.

واستمرارا لهذه القناعة فلا يعقل أن تكون حدود غزة مستباحة لأي مجموعة تطلق الصواريخ على (إسرائيل)، فيما هناك اتفاق عليه إجماع وطني بوقف إطلاق النار، والأجهزة الأمنية في غزة مكلفة بحفظ أمن الناس هنا، وعدم منح (إسرائيل) ذرائع للتنصل من المفاوضات القادمة، أو تصعيد الوضع الميداني، وإفساح المجال للقيادة السياسية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، هذا قرارنا، ولن يكون مسموحاً العبث بالأمن الداخلي لغزة تحت أي مسمى كان.

عدم رغبة حماس بتجدد المواجهة المسلحة مع (إسرائيل)، تزامن مع إجراءات في غزة ببدء الحركة خطوات فعلية لترميم الأضرار الناجمة عن الحرب الأخيرة، من خلال تسهيل عمل بعض المؤسسات المحلية والدولية لجمع البيانات الإحصائية عن الأضرار من جهة، وتوزيع أموال على المتضررين لتدبير شئونهم، سواء من حيث البحث عن شقق سكنية للمهدمة منازلهم بصورة كلية، والبدء بترميم المنازل ذات الأضرار الجزئية، بلغت في مجملها 32 مليون دولار، كما صرح بذلك مسئول مالي في حماس.

فيما أعلنت حماس أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تبدأ عملية إعادة إعمار قطاع غزة من الآن، من خلال الأموال التي وصلتها بقيمة 100 مليون دولار، دون انتظار مؤتمر المانحين الشهر المقبل، وهو ما دفع بحكومة التوافق الوطني، أن تنفي تلقيها أموالا تمكنها من البدء بإعادة إعمار غزة، ولم يصلها سوى مبالغ إغاثية طارئة، لتلبية احتياجات السكان العاجلة، من مسكن وغذاء ودواء، خاصة للنازحين في قطاع غزة الذين يتجاوز عددهم 100 ألف.

لكن حماس نظمت في الأسابيع الأخيرة عدداً من المهرجانات في عدد من العواصم العربية والإسلامية احتفالا بانتصار غزة، خاصة أنقرة والجزائر والدوحة وبيروت وعمان وماليزيا، وفي هذه الفعاليات تم جمع تبرعات لصالح إغاثة المتضررين من حرب غزة، من خلال رجال الأعمال والجمعيات الخيرية والشركات والمواطنين، دون توضيح حجم الأموال المجموعة، لكن الحديث يدور عن ملايين الدولارات، وبدأ العمل بإيصالها لمستحقيها في قطاع غزة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا عودة للحرب مجددًا في غزة لا عودة للحرب مجددًا في غزة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday