واقع ليس له قياس
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

واقع ليس له قياس

 فلسطين اليوم -

واقع ليس له قياس

د. يوسف رزقة

أبدى موسى أبو مرزوق القيادي في حركة حماس عن تخوفه أن تتحول التحريضات الإعلامية المصرية الصفيقة على حماس وغزة، إلى عملية عسكرية ضد غزة، على نحو قصف الطيران الذي تعرضت له ليبيا مؤخراً. 
قد يبدو العدوان على غزة ضربا من المستحيل، لأنه يخالف المنطق والعقل، غير أن عالمنا العربي يمتلئ بما يخالف العقل والمنطق، فمن كان يتوقع يوما هذه الحالة المأساوية في عالمنا العربي. من كان يتوقع أن يأتي يوما تفتخر به اسرائيل بتحالفها الجديد مع أنظمة الدول العربية المعتدلة ضد مقاومة الشعب الفلسطيني، ومن كان يتوقع أن يصرح الإعلام العبري بأسماء هذه الدول واحدة واحدة، فيذكر مصر والأردن والسعودية والإمارات، دون أن يستمع لنفي من واحدة من هذه الدول؟! 
من كان يتوقع أن يقاتل العرب العرب على هذا النحو في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا ، ولا تجد أحدا منهم يقاتل إسرائيل، أو يعمل ضدها؟! من كان يتوقع أن تقدم دولة عربية مشروع قرار ضد دولة عربية أخرى في مجلس الأمن تحت الباب السابع من ميثاق مجلس الأمن الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد ليبيا، بينما لم تجرؤ عاصمة عربية واحدة على تقديم مشروع قرار ضد اسرائيل تحت الباب السابع، على ما قامت به إسرائيل من أعمال قتل إجرامية ضد الفلسطينيين، وضد العرب، وهي بالعد والإحصاء أضعاف أضعاف ما حصل في ليبيا مثلا؟! 
واقع الأنظمة العربية الحالي ليس له قياس، ولا يحتكم إلى معايير محددة، ففي كل يوم نفاجأ بما هو خارج على القياس، وبما هو متمرد على المعايير المحددة. ثمة دول عربية تتهم دولا عربية أخرى برعاية الإرهاب، بينما ترفض دولا غربية هذه التهمة، وتراها تقوم على عداوة شخصية؟! بينما تقف دولا عربية أخرى متلجلجة ، لا تستطيع تحديد موقفها من هذا التجديف المفسد للعلاقات العربية العربية؟! 
إن اطلاع أبو مرزوق على هذا الواقع المرير جعله، ومعه حق في ذلك، أن يتخوف من تحول التجديفات الإعلامية الرخيصة في الإعلام المصري، إلى ضربات جوية ضد قطاع غزة. مع أننا لا نتمنى ذلك لنا ولا لمصر ، لأن تداعيات عمل كهذا لا سمح الله لا يمكن احتمالها لا عربيا، ولا مصريا، لأنها في النهاية تصب في مصالح إسرائيل، ولأنها تخالف تاريخ مصر ومواقفها وحضارتها.
غزة التي تعاني من حصار شديد، ومن إغلاق معبر رفح إغلاقا شبه تام، وتعاني من عدوان إسرائيل المتكرر عليها، لا تجد مبررا واحدا لأدنى تدخل مصري في شئون غزة الداخلية، فقيادات غزة قدمت لمصر ما هو مطلوب منها، وما هو فوق المطلوب منها، وحدود مصر مع غزة آمنة مائة في المائة، وثمة توافق وطني فلسطيني في غزة باعتزال الخلافات المصرية الداخلية، والعمل مع من يحكم مصر من أجل تسهيل حياة السكان في غزة. 
غزة هذه بتوافقتها وسياساتها تطالب السلطات المصرية بإسكات الإعلاميين الكذبة، ومراعاة مصالح سكان قطاع غزة، وقطع الألسنة التي تشعل الفتنة ونار الحرب بلا مبرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واقع ليس له قياس واقع ليس له قياس



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday