مغامرة أم احتلال
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

مغامرة أم احتلال؟!

 فلسطين اليوم -

مغامرة أم احتلال

د. يوسف رزقة

في الخامس والعشرين من فبراير المنصرم نقلت وكالة رويترللأنباء تصريحا لسوزان رايس مسئولة الأمن القومي الأميركي في إدارة أوباما تقول فيه: ( إن خطاب نيتنياهو في الكونجرس في الثالث من مارس سيكون مدمرا للعلاقات الاسرائيلية الأميركية؟!). 
مضى الثالث من مارس، وألقى نيتنياهو خطابا عنيفا ضد سياسية أوباما في إدارة الملف النووي الإيراني، وقد استفاض نيتنياهو في النقد، وفي مخالفة توجهات إدارة أوباما، وزعم أن الاتفاق مع إيران يهدد وجود دولة ( إسرائيل)، وقد حظي الخطاب بتصفيق متكرر من أعضاء الكونجرس، ورفع نيتنياهو أنفه إلى السماء متعاليا على أوباما، و على كيري، وعلى غيرهما من أعضاء الإدارة، لأنه يمتلك ورقة الكونجرس بقوة. 
سوزان رايس التي وصفت الخطاب قبل إلقائه بأنه مدمر للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، لم تعلق على الخطاب بعد إلقائه في الثالث من مارس، ولا أدري لماذا لم تعلق على الخطاب الذي امتلأ بانتقادات حادة لسياسة أوباما ؟! وهذا ربما يدفع بسؤال آخر للواجهة يقول : وهل تستطع رايس انتقاد نيتنياهو ومهاجمة خطابه ، وهي تحظى بمنصب رفيع فى إدارة الأمن القومي الأميركي؟! لا أحسب أن رايس يمكن أن تغامر بانتقاد نيتنياهو، لأنها جزء من إدارة تعاني من الضعف ، ومن تراجع الأداء الأميركي الخارجي. 
لو كان نيتنياهو أمام إدارة قوية في البيت الأبيض، لما تجرأ على هذه المغامرة في مخالفة الإدارة الأميركية وكشف ما يراه عيبا لها على الملأ ومن بيت الكونجرس أكبر مؤسسة في النظام الأميركي. نيتياهو قرر المغامرة بعد أن تلقى دعما قويا من الجمهوريين وبعض الديمقراطيين في الكونجرس، ومن هنا نستطيع القول بجملة قصيرة ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري إن إسرائيل تحتل الكونجرس) وتقرر ما تريد من خلال المشرعين الأمريكيين، وفي هذه الخلاصة رسالة واضحة لكل فلسطيني وعربي ينتظر وساطة أميركا، وعدالة أميركا. وهي رسالة أيضا لكل نظام عربي يتحالف مع أميركا. 
في دولة الاحتلال ثمة من ينتقد خطاب نيتنياهو، وينتقد ما حمل الخطاب من رسائل مدمرة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، لأن فيه هدم لاستراتيجية ذهبية ثابتة منذ ابن غوريون، تقوم على الحفاظ على تتأييد أميركا لاسرائيل. في دولة الاحتلال من يرى أن نيتنياهو أخطأ، وكان أحمقا في هجومه العلني، بمخالفته لما استقر في استراتيجيات ( إسرائيل)، ويستشهدون على خطئه بأن الخطاب لم ينجح في كسب مقاعد انتخابية إضافية لحزب نيتنياهو. 
إن أهم ما يجدر أن نهتم به كفلسطينيين وكعرب من خلال ما تقدم، هو الدرس الذي يقول إن الإدارة الإميركية لا تجرؤ على مخالفة تل أبيب أو معاقبتها، ولا يجرؤ أوباما أن ينتقد علنا ( إسرائيل) بمثل ما قام به نيتنياهو مع توفر المخالفة وأسباب الانتقاد، لأن إسرائيل تدير الكونجرس، ومن ثمة فإنه على من يبحثون عن وساطة أميركية عادلة في الصراع أن يراجعوا مواقفهم قبل فوات الأوان، وعليهم إحداث تغيير ذي مغزى في إدارتهم للعلاقات الدولية في ضوء الدرس المستفاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغامرة أم احتلال مغامرة أم احتلال



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday