معقل الحرية باق
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

معقل الحرية باق

 فلسطين اليوم -

معقل الحرية باق

د. يوسف رزقة

ثلاثون يوما مرّت الآن على إغلاق معبر رفح منذ أن قررت السلطات المصرية إقامة منطقة عازلة بسافة (١٤) كيلو متر طولا هي حدود مصر مع قطاع غزة، وبعمق (٥٠٠-١٠٠) متر داخل رفح المصرية، بينما هي لم تقم منطقة عازلة على حدودها مع دولة الاحتلال؟! في الوقت الذي أقامت فيه سلطات جدار فصل وعزل بعشرات الكيلوات، بحجج أمنية أيضا؟!
مصر تعزل غزة، وتهدم رفح المصرية لأغراض أمنية حسب ما تقول السلطات، وهو إجراء مستحدث بعد أن كانت رفح فلسطين ورفح مصر مدينة واحدة، وتسكنها عوائل بعض أفرادها في رفح فلسطين، وبعضها الآخر في رفح مصر وتحمل الجنسية المصرية، منذ عام ١٩٤٨م،أو قبل ذلك التاريخ. السلطات المصرية الآن لا تنظر في التاريخ، كما لا تنظر في ضرورات الجغرافيا، ولا تقبل بالاحتجاجات الإنسانية أو القانونية التي يدافع بها سكان رفح المصرية عن حقهم في البقاء، حيث دفن الآباء والأجداد؟!.
مصر التي أنشأت المنطقة العازلة بحجج أمنية لا يؤكد الواقع صحتها، ولا تؤكد السياسة حاجة مصر إليها، تزيد الأمر على غزة عسرا بعد عسر من خلال الإغلاق المتواصل لمعبر رفح البري، الممر الوحيد الذي يصل سكان غزة (1.8) مليون نسمة مع العالم الخارجي. ثلاثون يوما مرت على آخر إغلاق لممر رفح، وتكدس العالقون في الأراضي المصرية وغير المصرية، حتى بلغ عددهم بحسب السفارة الفلسطينية في القاهرة نحو (3500) عالقا؟! ،لا أحد يمكنه تصور مأساتهم، وتصور ألمهم في انفسهم ومصالحهم، وفي المقابل أضعاف هذا العدد هم مجبرون على البقاء في غزة إلى أن تأذن السلطات بفتح المعبر، مع أن مصالحهم ترتبط بسفرهم حيث إقامتهم، وحيث جامعاتهم، ومصالحهم في العلاج خارج غزة التي ينقصها العلاج والدواء. 
مصر السلطات تغلق المعبر لأسباب أمنية؟! وتقيم منطقة عازلة لأسباب أمنية أيضا؟! ( صدقنا وآمنا)، ولكن كيف نتقبل حملة التشهير التي تتصاعد في وسائل الإعلام ضد غزة، وضد حماس، بينما لا كلمة واحدة في الإعلام عن اسرائيل وعدوانها؟! وكيف نتفهم نظر القضاء المصري في طلب عاجل بغلق معبر مصر نهائيا مع غزة؟! وكأن غزة قطعة من بلاد الأعداء، لا قطعة من بلاد العرب، والمسلمين، وكأن سكان غزة من عالم الشيطان، لا من خلق الرحمن؟!
ما يجري من حصار غزة، لا سابقة له في التاريخ، وكل خطوة من خطوات الحصار تخدم مصالح إسرائيل، وبقاء احتلالها لغزة، والقدس والضفة، وكل عربي حرّ يؤمن برفع الحصار عن غزة، لا لخدمة غزة فحسب، بل لخدمة مصر والعرب أيضا في مواجهة الأطماع الصهيونية في المنطقة، وهي أطماع تتجاوز فلسطين، ولا تقف قبل خيبر، وأذرعات. 
حصار غزة هو حصار لمعقل الحرية العربية، وحصار لمستقبل مصر، والأمة العربية، وسيبقى اليهود يهودا مع حصار غزة، وبدون حصار غزة، ولن تنسى اليهود ثارات خيبر، وها هم يذكروننا يوميا بهيكلهم زاعمين أنه كان مقاما في جبل الهيكل في الأقصى قبل نزول الاسلام بآلاف السنين. معقل الحرية هو هدف الحصار، وهو هدف المنطقة العازلة، وهو هدف إغلاق معبر رفح، ولا شيء بعد هذا، ولا أظن أن غزة ستضحي بحريتها مع قسوة الحصار، ولها ربّ عظيم بيده مفاتيح الأمور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معقل الحرية باق معقل الحرية باق



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday