مشانق على الطريق
آخر تحديث GMT 19:08:29
 فلسطين اليوم -

مشانق على الطريق

 فلسطين اليوم -

مشانق على الطريق

د. يوسف رزقة

في المعارك التي لا تنهي بنصر كامل واستسلام أحد طرفي القتال، يكون الطرف الأقوى سلاحا، والأوفر اقتصادا، والأوسع في تحالفاته الإقليمية والدولية، هو الأقدر على استثمار مخرجات المعركة لكي يحقق بالمفاوضات، والإجراءات السياسية، والاقتصادية، والإدارية، ما لم يحققه في القتال في أثناء المعركة.
لقد توقفت عمليات القتال على حدود غزة مؤقتا ، لتبدأ فورا معركة استثمار مخرجات المعركة وتوجيهها نحو الأهداف الاستراتيجية التي لم تتحقق بالقتال.
ما من شك أن نزع سلاح المقاومة كان، ومازال هدفا رئيساً (لاسرائيل)، ولمن تحالف معها في الظاهر والباطن، ومن ثمة يرى هذا الطرف المتحالف أنه ثمة فرصة ذهبية سانحة للوصول الى هذا الهدف، بالاستثمار المتدرج، والضغط المتواصل.
حين تعمدت حكومة نيتنياهو سياسة الهدم والتدمير في الحرب الأخيرة، ( اربع مليارت طن ردم هي من مخرجات سياسة الهدم في غزة ؟!) . حكومة الاحتلال كانت تعرف ما تريد من الهدم والتدمير، وكانت تهيئ المسرح لعملية استثمار وابتزاز للوصول الى أهدافها بعد وقف إطلاق النار والتهدئة. التدمير واسع النطاق ، وقد أخذ شكلا ممنهجا، لذا لم يكن عبثا بغرض التدمير فحسب، بل استهدف استخدام كل مخرجاته، وكل متعلقات إعادة الإعمار للوصول الى سلاح المقاومة.
سلاح المقاومة ليس هدفا (لاسرائيل) فحسب، بل هو هدف لها ولكل من تحالف معها، أو وقف متفرجا على ذبح غزة، وهو هدف عند أطراف عربية وفلسطينية؟!، لذا لا يتوقع عقلاء غزة أن تسفر مفاوضات الأطراف برعاية مصر في الأيام القادمة عن تسهيلات اسرائيلية، أو عربية، أو دولية لإعادة الإعمار.
كما لا يتوقع أهل الخبرة مؤتمرا دوليا سخيا لتوفير أموال إعادة الإعمار، وسيربطون تبرعاتهم بعدم عودة القتال والهدم والتدمير، وعيونهم في هذا الربط على سلاح المقاومة.
وهنا يذكروننا الخبراء أيضا بمؤتمر شرم الشيخ في ٢٠٠٩ لإعادة الإعمار، والذي رصد على الورق خمسة مليارات دولار لم يصل منها دولار واحد الى غزة.
أطراف التحالف مع اسرائيل يعدون مجموعة من (المشانق) للمقاومة ولسلاحها، بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال عملية استثمار طويلة لمخرجات الحرب الأخيرة، و من هذه المشانق التي يتهيأ لها مسرح الأحداث مشنقة إعادة الإعمار، فكل الأطراف المخاصمة لغزة وللمقاومة لا تتعجل التسهيلات، ولا تتعجل تدفق الأموال، وتضع أثمانا باهظة لكل خطوة تخطوها، وهي تدرك حجم الأثقال الضاغطة على المقاومة، واليمن عندها يجب أن يكون من سلاح المقاومة.
إن قرار أطراف التحالف الداعية الى ترسيخ سلطة محمود عباس في غزة من خلال إجراءات سياسية، واقتصادية، ومالية، ومنها المعابر، والتصرف بصندوق إعادة الإعمار بدون شراكة مع حماس، مع إزاحة حماس عن المشهد، بمهاجمتها بشراسة، وتحميلها مسئولية تأخير إجراءات إعادة الإعمار، وتجميد دور حكومة الوفاق في غزة، و اختراع عباس لما يسمى حكومة الظل، والتهديد بفك الشراكة، وتسويف الإجراءات ذات العلاقة بملفات المصالحة، ليست إلا محاولة ثانية تعزز سابقتها في عملية نصب مشنقة للمقاومة ولسلاحها.
إن نصائح توني بلير لنيتنياهو في أثناء الحرب الأخيرة قالت: ( لا تقاتلوا الفلسطينيين، ودعوهم يقتتلون، ويقتل بعضهم بعضا، ووفروا لهم بيئة القتال اللازمة ) وأحسب أن هذه البيئة باتت تهددنا أكثر فأكثر مع ملف إعادة الإعمار، وملف بسط سلطة عباس وأجهزته الأمنية، بمسميات مختلفة، وتحت ضغط الرواتب والحصار ومتطلبات الإعمار. ومن ثمة كان الحديث عن مفاوضة العدو في هذه البيئة خطأ ومربكا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشانق على الطريق مشانق على الطريق



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday