مزاعم باطلة و مآلات كارثية
أخر الأخبار

مزاعم باطلة.. و مآلات كارثية

 فلسطين اليوم -

مزاعم باطلة و مآلات كارثية

د. يوسف رزقة

تتبعت الغارات ( الأميركية الخليجية) المشتركة على تنظيم الدولة في العراق والشام، فوجدت أن جلّ الغارات المدمرة كانت تستهدف مصالح المواطنين السوريين والعراقيين المدنية، كمصافي النفط، ومعامل تكرير الغاز، و المؤسسات المدنية، والطرق، وشبكات الاتصال، ولم أجد بينها هدفا عسكريا بحتا على الإطلاق، سوى بعض العربات وناقلات الجند، وهنا برز في نفسي سؤال محير مثير، يقول: هل أعلنت أميركا الحرب على إرهاب تنظيم الدول، أم أعلنت الحرب على ما يخدم المواطنين والسكان المدنيين في الأرض الواقعة تحت سلطة تنظيم الدولة، مما هو عادة ملك للشعب بغض النظر عن الحاكم؟!
أميركا ومعها دول التحالف، يزعمون أنهم بقتال تنظيم الدولة، يقدمون خدمات للشعب السوري، والعراقي، ولشعوب الأرض قاطبة، بل وللإسلام أيضا، ويوفرون الأمن للجميع ؟! ، ولكن هذا الزعم لا يبدو واقعيا ولا منطقيا، لأن هدم أبار النفط، وتدمير مصافيه، وتدمير المؤسسات ذات المنافع المزدوجة هو تدمير لأملاك الشعب، وحاضره، ومستقبله، ولا أجد سوريا أو عراقيا منتفعا من هذه المصافي، والمؤسسات مسرورا بهذا القصف أو معجبا به، حتى ولو كان من خصوم تنظيم الدولة.
إن استراتيجية الهدم والتدمير التي سلكها التحالف، لا تقضي على تنظيم الدولة ولا تهزمه، ولكنها تقضي على الخدمات التي يتلقاها المواطن المدني من مؤسسات النفط والغاز وغيرها، ومن ثم تتزايد حمى الكراهية لأميركا وحلفائها، وتستقطب التنظيمات أعدادا جديدة اليها من الغاضبين، ممن تضررت حياتهم اليومية بالقصف والعدوان.
استراتيجية الهدم والتدمير من أجل هزيمة تنظيم الدولة، هي عينها استراتيجية الهدم والتدمير التي قامت بها اسرائيل في الحرب الأخيرة ضد حماس والمقاومة في غزة، فقد انتهت بتعظيم خسائر المدنيين وآلامهم، ولم تهزم حماس والمقاومة، بل زاد عدد الملتحقين الجدد بالمقاومة.
أن تتماهى إسرائيل وأميركا في استراتيجية القتل والهدم والتدمير الشامل فهذا أمر بدهي لا يثير استغرابي، ولكن أن يتماهى نظام الخليج العربي المشارك في هذه الاستراتيجية، وهو الوارث الطبيعي، أو قل هو الوارث الطبيعي المفترض لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال، فهو ما يثير الاستغراب والحنق، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء من بعده، رضي الله عنهم، المقاتلة من الجنود ألّا يهدموا بيتا، أو صومعة، والّا يقطعوا شجرة، وألّا يقتلوا مسالما،أو طفلا، أو امرأة عند قتالهم الجند من أعداء الله.
كيف بهذا التحالف (المثير لريبة والقلق عند المسلمين كافة)، أن يدعي خدمة الاسلام المعتدل، وخدمة المدنيين، ومناهضة التطرف، وهو الذي يبدأ القتال بتطرف شرس، ويدمر مصالح المواطنين اليومية، بحجة حرمان المقاتلين من البترول والغاز وغيره، في مخالفة صريحة لهدي رسول الله والخلفاء؟! بينما هو ينال بالهدم هذا النيل البليغ من المدنيين والسكان، بلا مبررات عسكرية قوية، غير خشيته من القتال البري، والمواجهة العسكرية رجلا لرجل. لقد كانت مآلات حرب أميركا والتحالف على العراق كارثية، عليه وعلى جيرانه، وبالتأكيد ستكون مآلات حرب أميركا الجديدة هذه الأيام كارثية أيضا لا على العراق وسوريا فحسب، بل وعلى السعودية والخليج على وجه الخصوص، وستكون اسرائيل هي الرابح الوحيد مما يجري الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مزاعم باطلة و مآلات كارثية مزاعم باطلة و مآلات كارثية



GMT 01:18 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

اغتيال فاطمة حسونة منح فيلمها الحياة

GMT 01:14 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

هل أخطأت سلسلة بلبن؟

GMT 00:53 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

غزة مسئولية من؟

GMT 00:50 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

«هزيمة» أم «تراجع»؟

GMT 00:48 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

الأردن في مواجهة إوهام إيران والإخوان

GMT 00:43 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

عصر الترمبية

GMT 00:41 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

قراءة لمسار التفاوض بين واشنطن وطهران

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 18:32 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

داليا زكي تتألق في ديوان سدنة العشق

GMT 01:54 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبدالعزيز تُحضِّر لمشروع فيلم "الدادة دودي 2"

GMT 14:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توافقك الظروف المهنية اليوم لكي تعالج مشكلة سابقة

GMT 23:34 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

طلب عراقي لاستضافة النسخة رقم 24 من بطولة كأس الخليج

GMT 16:42 2014 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

داليا كريم تعرض الحلقات الأولى من "داليا والتغيير" قريبًا

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday