لماذا تتجرأ النخبة على الإسلام
آخر تحديث GMT 12:11:03
 فلسطين اليوم -

لماذا تتجرأ النخبة على الإسلام ؟!

 فلسطين اليوم -

لماذا تتجرأ النخبة على الإسلام

د. يوسف رزقة

( تداولت عدة مواقع إخبارية مغربية معروفة، دعوة وجهها (سعيد السعدي؟!) الرئيس الأسبق لحزب “التجمع من أجل الثقافة الديموقراطية”، وزير الأحباس الجزائري، الى تقليص أيام الصيام في شهر رمضان الى 13 يوما عوض 30 يوما. وبرر طرحه هذا، بكون 30 يوما من الصيام في فصل الصيف توافق ما مجموعه 420 ساعة من الصيام، وهم ما يساوي 52 يوما من الصيام في فصل الخريف. موضحا أنه بدل الصيام الشهر كاملا، يمكن الاعتماد على توقيت زمني مضبوط من خلال ما سماه بالوحدة الرمضانية التي تعادل 8 ساعات. وأضاف أن على الصائم مراقبة 30 وحدة رمضانية، والتي تناسب صيام 13 يوما في الصيف فقط، موردا أنه بهذه الطريقة يمكن للصائم أن يؤدي ما افترض عليه، دون أن يخل بنظام حياته اليومية.) انتهى الاقتباس.
هذا كلام مثير للعجب والاستغراب، لأنه يصدر أولا من رئيس حزب، وثانيا لأنه يصدر من وزير يشتغل في العمل العام، وثالثا لأنه رأي غريب جدا لم يقل به لا الأقدمون، ولا المستشرقون، ولست أدري لماذا قاله صاحبه في هذا التوقيت، في هذا الشهر وفي هذه السنة؟! وهل الأمة الإسلامية تصوم في يونيو تموز للمرة الأولى في حياتها على مدار ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة هجرية؟! ألم يصم الأقدمون في شهر تموز وهم في القفار والصحاري بلا مكيفات، ولا مرطبات، ولا رفاهية حياة؟!
من المؤكد أن الأمة الإسلامية صامت في تموز، وفي غير تموز، صامت في شظف العيش وفي رغد العيش، ولكن الفارق بين أمس واليوم : أن أمس لم يكن فيه ( سعيد السعدي؟! ) ولا أمثاله من المتذاكين على الله وعلى خلق الله، لذا لا تستغرب حين تعلم أن سعيد السعدي سما صيامه بحسب مقترحة ( بالصيام الذكي؟!)، تماما كما سما من يستحلون الخمر ( بالمشروبات الروحية؟!)، بينما هي قاتلة للروح والعقل معا. والصيام الذكي حسب الخدعة الجديدة فيه استخفاف بالفريضة من ناحية، وبالفقه الإسلامي من ناحية ثانية، وتضليل للأمة وللصائمين من ناحية ثالثة. والحسنة الوحيدة التي لهذا الافتراء المتذاكي أنه زادني فهما وإحساسا بعظمة الحديث القائل: ( الصيام لى وأنا أجزي به) ، لأن ما جاء في الحديث قطع كل سبل التحايل على الله، حيث جعل العلاقة بين الصائم وربه علاقة مباشرة ليس للبشر صلة فيها.
ومن المؤكد أيضا أن (سعيد السعدي) حين قال مقالته المضللة على قاعدة حسابية، قصد أن يخدع بها المسلمين، وما حرأه على ذلك هو غياب السلطان المسلم الذي أناطت به الشريعة حراسة الدين مع سياسة الأمة. إن غياب سلطة الإسلام الحقة هو ما جرأ الأفراد ممن يسمون أنفسهم بالنخب على الإسلام، وعلى العبادات مع أن العبادات هي آخر عروة يمكن نقضها من عرى الإسلام الحنيف بحسب الحديث، وكأن سعيد السعدي يريد أن (يجيبها من الآخر ؟!).
لقد جاء في موقع “فبراير” المغربي أن “تفسيرات السعدي لم يدعها رجال الدين في الجزائر تمر، إذ اعتبر الشيخ (شمسو ) وهو أحد شيوخ قناة النهار الجزائرية، أن منطق سعيد السعدي لا أساس له، وهو مجرد هراء، ودعاه إلى الابتعاد عن الخوض في المجال الديني، وأن عليه الاكتفاء بالسياسة،، إن هذه الجرأة على الإسلام وعلى فرائضه هي من أهم الأسباب التي تخلق التشدد والتطرف عن فئات متدينة من الأمة كردّ فعل على هذا التجديف الذي ينتمي عادة إلى علمانيين متنفذين في مواقع حزبية وسلطوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تتجرأ النخبة على الإسلام لماذا تتجرأ النخبة على الإسلام



GMT 06:12 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

ليلة الفقر في موسكو

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

نكسة كبرى للثقافة الليبرالية

GMT 05:54 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الطريق إلى المشروع العربي؟!

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

ليبيا: اعترافات الوزيرة وصمت الحكومة

GMT 05:50 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الديون الأميركية والأزمات المالية العالمية

GMT 05:45 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

حيرة السوريين !!

GMT 05:42 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

للسياسة تاريخ في لبنان

GMT 06:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 08:57 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تفوز بجائزة أفضل كروس أوفر في حفل جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 22:14 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على فيلم افتتاح مهرجان "القاهرة السينمائي"

GMT 11:56 2019 السبت ,13 تموز / يوليو

كبرى الشركات في قطر تُعلن عن وظائف شاغرة

GMT 10:32 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

انخفاض قيمة صادرات النفط السعودية

GMT 12:35 2020 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

آداب الاستئذان للأطفال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday