من ع ٢ الرعب لا الردع، والثاني قادم
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

من (ع ٢): الرعب لا الردع، والثاني قادم

 فلسطين اليوم -

من ع ٢ الرعب لا الردع، والثاني قادم

د. يوسف رزقة

توقفنا في مقال سابق عند واحدة فقط من علامات النصر العديدة، وكانت عبارة عن سقوط هيبة جيش الاحتلال في نفوس المقاومين، وعلى مدى أوسع في نفوس العرب والمسلمين، بعد أن تلاعبت المقاومة بقوات النخبة، ومرغت أنفها في التراب. ونود في هذا المقال أن نتوقف عند علامة أخرى لا تخطئها العين البصيرة، وأعني بها ما قاله خالد مشعل بتواضع عن ( معادل الرعب، والألم، وفقدان الأمن) باعتبارها من مخرجات المعركة الرئيسة.
في معادلة( الرعب، لا الردع)، حققت المقاومة نسبة عالية منها، فقد انتشر الخوف من الموت، أو الإصابة بجراح مقعدة، ملايين من الإسرائيليين في كافة مدن وقرى فلسطين المحتلة، وبالذات في مستوطنات غلاف غزة، حيث ترك كل هؤلاء مساكنهم ومصالحهم ، ونزحوا الى الوسط أو الشمال، وعبّروا عن رعبهم وغضبهم بعدة طرق، منها: ( النزوح، وطلب مساعدة الجيش والدولة في إخلائهم)، ومنها: ( التظاهر والاعتصام قبالة بيت رئيس الوزراء، واتهامه بالفشل)، ومنها:( الطلب من قادة الكبينيت الإقامة في الجنوب، وعقد جلسات المجلس في إحدى المستوطنات الجنوبية)، ومنها:( وقف الدراسة في مدارس غلاف غزة بأمر من رؤساء البلديات لأنهم لا يستطيعون توفير الأمن للتلاميذ)، ومنها أخيرا، وليس آخراً:( رفض سكان مستوطنة نحال عوز العودة الى مسكنهم بعد اتفاق التهدئة، لأنهم لا يشعرون باطمئنان كاف، بسبب حالة الرعب النفسي المكبوت فيهم).
لقد بث القسام فلما مصورا لاقتحام عناصره لأحد المواقع الحصينة لحراسات مستوطنة نحال عوز، وقتل جلّ من فيه، وعادوا سالمين الى مواقعهم، وقد أحدث الفلم المصور رعبا في كل من يسكنون المستوطنات الجنوبية، وتجاوزها الى من في المدن الكبرى، حتى أمر الجيش بعدم بث الفلم، وطلب من (جوجل ) حذفه. وهنا اذكر ما ترجمة ناصر اللحام من أن رجل في المستوطنة قال للأمن إني اسمع في الليل أصوات حفر ونقر تحت البيت، واستمع سكان المستوطنة لقوله فنزحوا كلهم عنها فورا، ولم يقبلوا بتطمينات الأمن.
قال صلى الله عليه وسلم: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر) ، أي قبل التحام المقاتلين، وهذا حدث بعضه أو كله بفضل الله في معركة العصف المأكول، وهو ولا شك علامة من علامات النصر الواقعية حتى حين نجرد ما يقال من سرد في هذه المسألة من الخيال، ومن المبالغة. لذا قال خالد ( الرعب، ولم يقل الردع) تحقيقا للصدق والواقعية، وقال الردع قادم، لأن ما تحقق منه في هذه المعركة كان قليلا.
وفي معادلة ( فقدان الأمن) ، فكما فقد الفلسطيني جزءا من إحساسه بالأمن بمفهومه الشخصي والعام، فقد المجتمع الصهيوني جزءا أكبر من إحساسه بالأمن على المستوى الشخصي، والعام ، وزيادة على ذلك فقد إحساسه بالأمن الوجودي، الذي يتعلق بمستقبله، ومستقبل الدولة بعد بضعة سنين، والحديث في هذا الباب يطول، وهو ليس لنا غرض في هذا المقال. وفي المقابل ازداد إيمان الفلسطيني بمستقبله الوجودي باعتباره صاحب هذه الأرض، بعد أن تيقن أن اسرائيل دولة تجري عليها الهزيمة والفناء كما جرت على غيرها من الدول في التاريخ.
وفي معادلة (الألم المتبادل) تتحدث الصورة، أكثر مما يتحدث الفكر، فقد رأيناهم في جنائزهم وهم يبكون، ويسخرون، وينهارون، كما رأيناهم يشكون من حياة أصبحت لا تطاق بمعاييرهم الدنيوية، ورأينا الذعر الذي أصابهم مع كل صفارة إنذار، وحالة هروب الى الملاجئ ، وكأن الموت يجري معهم أو بينهم. كان ألمهم مع جزع، ونفاد صبر، وقلة يقين، وخيبة رجاء، وكان ألما شاملا استغرق السياسة، والاقتصاد والأمن الاجتماعي، وكان ألم غزة مع صبر، ورجاء، ويقين بالله ونصره. كان ألم غزة من المتآمرين عليها، يفوق ما أصابه من ألم على يد المحتل وألته العسكرية.!!!
هذه المعادلات الثلاثة هي من المقدمات الطبيعية للردع القادم، وهي علامة من علامات انتصار غزة، حيث لم تتشكل هذه العلامة بهذا الوضوح منذ احتلال يهود لفلسطين وحتى الآن كما تشكلت على وجه واضح في معركة العصف المأكول. والحمد لله رب العالمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ع ٢ الرعب لا الردع، والثاني قادم من ع ٢ الرعب لا الردع، والثاني قادم



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday