كرة السويد والأرجنتين في ملعب السلطة
آخر تحديث GMT 18:14:58
 فلسطين اليوم -

كرة السويد والأرجنتين في ملعب السلطة

 فلسطين اليوم -

كرة السويد والأرجنتين في ملعب السلطة

د. يوسف رزقة

السويد تتقدم الدول الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. السويد تطرق جدران الخزان بقوة بعد أن رأت المفاوضات تموت تحت وطأة الاستيطان، وتعنت حكومات الاحتلال. وزيرة خارجية السويد قالت لا تراجع عما عزمنا عليه، ونأمل أن يكون عملنا ملهما لدول أوربية أخرى، ونحن لا نتوقع حدوث مشاكل داخلية بسبب الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
في اسرائيل ينظرون بقلق وريبة من الموقف السويدي، لذا وجدنا ليبرمان يشن أقسى هجوم على الحكومة السويدية، ويستعين بأصدقاء من أوربا وأميركا للضغط على حكومة السويد لكي تتراجع عن عزمها، باعتبار أن خطوتها منفردة، ومبكرة، وتضر بالمفاوضات. ليبرمان يريد إيقاف ساعة الزمن وساعة الحرية عن الدوران؟ وهذا شيء مستحيل بعد سنوات طويلة من الاحتلال، وسنوات طويلة من المراوغة وخداع المجتمع الدولي.
لا يبدو أن الحالة الفلسطينية والعربية تتمتع بعافية حقيقية تساعدها على استثمار الخطوة السويدية،من ناحية، وتمكنها من معالجة الهجوم الإسرائيلي من ناحية ثانية، لا سيما في ظل الشراكة غير المعلنة بين تل أبيب وعواصم عربية في التصدي العسكري والاستخباري لتنظيم الدولة الإسلامية، والإسلام السياسي بشكل عام. الموقف الفلسطيني باهت و يعاني التردد والخوف، ولا يتحرك الى الأمام بشكل يتناسب مع المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية.
قيادة السلطة الفلسطينية، كقادة النظام العربي، يمثلون النموذج الأكثر تقدما في العالم في إضاعة الفرص التي تخدم مصالح أوطانهم وشعوبهم. لقد تقدمت الأرجنتين خطوة كبيرة في إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي انتقاد السياسات الأميركية الخارجية، وبالذات في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، وقالت أمام الأمم المتحدة ما لم تقله دول عربية وإسلامية، وبعد ذلك لم نر استثمارا فلسطينيا وعربيا لموقف الأرجنتين المتقدم هذا؟! وأحسب أنهم سيفشلون مجتمعين ومتفرقين في تطوير الموقف السويدي واستثماره لصالح القضية الفلسطينية.
المؤسف أيضا أن مندوبة الأرجنتين التي ترأس مجلس الأمن لهذا الشهر نفت تلقيها لأي مشروع قرار فلسطيني أو عربي يطلب من مجلس الأمن موقفا مؤيدا لإنهاء الاحتلال ، وتحديد حدود الدولة الفلسطينية، على نحو ما شرح محمود عباس في كلمته، وهذا مؤشر على حالة التردد المرضية المزمنة في القرار الفلسطيني، حتى على مستوى النضال السياسي الذي يؤمن به عباس، ويكفر به الشعب الفلسطيني، لأنه فشل في المحافظة على الحقوق الفلسطينية، التي وعد بالمحافظة عليها.
لم تعد ثمة مصداقية لما يسمى النضال السياسي، بين مكونات العمل الفلسطيني، بسبب الحالة المرضية المزمنة التي تعاني منها قيادة السلطة والمنظمة، وبسبب الموقف الأميركي المنحاز عادة للموقف الإسرائيلي، وحرص قيادة المفاوضات على البقاء داخل الإطار الذي حددته اسرائيل والدول المانحة، مع أن الحاجة باتت ماسة وضرورية للخروج من الإطار الضيق، مع ضرورة التمرد على ما تطلبه الإدارة الأميركية، والدول المانحة، بعدما فقدت المفاوضات مدة صلاحيتها، وباتت أداة لتغطية الاستيطان في الضفة والقدس، وبعد أن شكلت معطلا حقيقيا لاستثمار الموقف السويدي والأرجنتيني، وموقف دول أميركا اللاتينية بشكل عام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة السويد والأرجنتين في ملعب السلطة كرة السويد والأرجنتين في ملعب السلطة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday