د. يوسف رزقة
أبو مرزوق، القيادي في حركة حماس لا يدري مدى جدية محمود عباس في إجراء الانتخابات؟!، ولا تدري حماس لماذا يطلب الرئيس ورقة خطية من حماس ليصدر مرسوما بإجراء الانتخابات؟! عباس طلب الورقة الخطية بلغة التحدي؟! وأبو مرزوق رد بأدب وبمرونة وبنص اتفاق الشاطئ. اتفاق الشاطئ تحدث عن الانتخابات الرئاسية، والتشريعية، والمجلس الوطني، في حدّ زمني أدناه ستة أشهر من اتفاق الشاطئ، ومن تشكيل حكومة التوافق. ومن ثمة يمكن القول بأن الواجب معرف، والحد الزمني لأداء الواجب معلوم، والاتفاق لا يحتاج موافقات خطية من جديدة من أحد.؟!
ومن هنا يبرز سؤال الحيرة والاستغراب الذي تضمنه تصريح أبو مرزوق: لماذا لا ينفذ الرئيس اتفاق الشاطئ، وأصوله من ملفات المصالحة الموقعة في مصر وكفى الله المؤمنين القتال ؟! والجواب ياسيدي أن الرئيس بخبرته التفاوضية المكتسبة من مفاوضاته مع دولة الاحتلال، يمارس مع حماس ( الانتقائية) التي تمارسها دولة الاحتلال معه؟! فهو انتقى من اتفاق الشاطئ ملف الحكومة، وانتقى من ملف الحكومة سحب ورقة الشرعية الدستورية والقانونية من إسماعيل هنية وحكومته، ثم توقف يتفرج على غزة، وعلى حماس، ويلعب بالأورق ضد حماس لإجبارها على مزيد من التنازلات. والآن هو يطلب من حماس موافقة خطية على الانتخابات لسببين:
الأول- لتكون الورقة الجديدة ( ناسخة) لاتفاق الشاطئ الذي يتضمن نقاطا عديدة، تتعلق بملف المنظمة، وغيرها من الملفات، وترتب علي عباس إجراءات محددة في كل منها.
والثاني- لأنه يفهم الانتخابات على غير ما تفهمه حماس. لذا هو يريد منها ورقة لإجراء الانتخابات ويعني الانتخابات التشريعية فقط؟! لأن إجراء انتخابات المجلس الوطني مستحيلة في نظره، و لها آليات وإجراءات تنظمها الاتفاقات، وهي مرتبطة بدعوته للأمناء العامون للفصائل، وهو لم يقم بأي خطوة في هذا الملف، ويرفض الطلبات الفصائلية التي تطالبه بذلك، واجتماع الأمناء العامون سيضع البديل للبلاد التي ترفض إجراء انتخابات فيها للشتات الفلسطيني، وهذا ما يرفضه الآن لأكثر من سبب.
الورقة التي يجدر بحماس أن تقدمها دائما بعد أن استوعبت درس الحكومة مكونة من كلمة ونصف: ( حماس تطالب بتنفيذ آمين لما تم التوافق عليه، والتوقيع عليه لا أكثر ولا أقل). حماس وغيرها من الفصائل يجب عليها وطنيا إحباط (لعبة الناسخ والمنسوخ، ولعبة الانتقائية )، التي يملك عباس مهارة فيها، وإسنادا خارجيا له في لعبتها مع الفصائل.
أما إعادة إعمار غزة، فيوشك عباس أن يتهم نفسه وسلطته بتعطيل إعادة الإعمار، بقوله الإعمار معطل بزعمه لأنه لا يحكم في غزة؟! وهو بزعمه هذا يحاول أن يدافع عن مواقف شركائه (المعلومين جيدا لأهلنا ) في تعطيل الإعمار، من ناحية. ويحاول أن يحرض سكان غزة والمتضررين على حماس من ناحية أخرى. إن من يسلك هذا المسلك في توظيف جراحات الشعب، وآلام سكان غزة على الطريقة الميكافلية، ليس أمينا على مصالح الشعب، ولا على مستقبله. ويجدر بالشعب أن يبحث عن الخيارات البديلة لهذه الحالة التي لم تعد تطاق.