عنصرية في القضاء
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

عنصرية في القضاء

 فلسطين اليوم -

عنصرية في القضاء

د. يوسف رزقة

في أميركا يقولون لا فرق بين الناس في اللون والجنس والدين، وفي دولة الاحتلال الاستيطاني يقولون الكلام نفسه ، بينما تحكي أعمالهم تفريقا بين الناس في الجنس واللون والدين ، والحقوق أيضا؟! والأسوأ أنهم يفرقون بين قتلاهم، وبين قتلى غيرهم من الشعوب؟!

ما أقوله في هذا المقال ليس كلاما مرسلا، ولا اتهاما مزعوما، ولا تجديفا في قراءة الوقائع والأدلة، فبالأمس القريب كسبت (١١) عائلة أمريكية حكما قضائيا في محكمة فدرالية أميركية قضت لهم بتعويض مالي بقيمة (٢١٦) مليون دولار، في القضية المرفوعة منهم ضد السلطة، ومنظمة التحرير، تعويضا عن قتلاهم في بلادنا فلسطين المحتلة في الفترة بين عام ٢٠٠٢ و٢٠٠٤م؟! وهي الفترة التي اجتاحت فيها قوات شارون الضفة الغربية، ومزقتها شر ممزق؟!

زد على ذلك أن الإدعاء يطالب بمبلغ أكبر يصل إلى أكثر من (٦٠٠) مليون دولار.
باختصار فإن قيمة كل قتيل يحمل الجنسية الأمريكية تساوي 216 مليون دولار تقسيم 11 = 19.63 مليون دولار أميركي. وهذا المبلغ يمثل في النظرة الأميركية ( العدالة؟!)، ويمثل أيضا ( العدالة) في النظرة الإسرائيلية التي رحبت بالقرار الأميركي.

وهنا نحن في حاجة الى ( التذكر) والعودة بالناس إلى ما يقابل هذه الصورة حين يكون القتيل فلسطينيا، أو عربيا، أو أفغانيا، أو باكستانيا، وهنا لا أتحدث عن الأعداد الهائلة التي قتلتها أميركا في عدوانها على هذه البلاد، بدون الحصول على تعويض، ولا أتحدث عن أعدد القتلى التي يصعب حصرها وإحصاؤها ممن قتلتهم دولة الاحتلال، وإنما أتحدث عن حالات اعترفت دولة الاحتلال بقتلهم بطريقة الخطأ ، وكان التعويض (شيكلا؟!)، ولم يبلغ في أحسن الأحول بضعة آلاف ؟!، ثم يقولون لك هذه هي ( العدالة ) وأنه لا فرق بين الضحايا في اللون والجنس والدين والحقوق. والقضاء هو القضاء؟! والعدل هو العدل؟! والناس سواء؟!
دعك من الأقوال المضللة، والإدعاءات الإعلامية، التي تزعم العدالة ، ولاحظ أن العائلة الأمريكية تحصل على تعويض بقيمة (19.63) مليون دولار، بينما تحصل الأسرة الفلسطينية على تعويض بقيمة ( شيكل، أو بضعة آلاف ) فأين العدالة؟!

سؤال أين العدالة نبحثه هنا في المقال بحثا رقميا بعيدا عن الأعداد، وبعيدا عن مفهوم العدالة نفسه، وبعيدا عن حقوق الفلسطينيين المشروعة بمقاومة المحتل الغاصب بحسب قوانين الشرعية الدولية، وبحسب الممارسة التاريخية للأمم التي وقعت تحت الاحتلال، وبعيدا عن أي اعتبارات أخرى من شأنها أن تهدم القرار القضائي الأميركي من أصله ، وهي كثيرة، ووقفنا عند الجزء الرقمي الذي يكشف عنصرية القضاء في هاتين الدولتين.

وهنا نذكر أن القضاء الأميركي، وقضاء دولة الاحتلال يرفضان عادة النظر في قضايا التعويض عبر المحاكم ، وحين توافقان على النظر في قضية مواطن فلسطيني يطلب التعويض، فإن نتائج الحكم تكون كما بينت آنفا. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنصرية في القضاء عنصرية في القضاء



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday