د. يوسف رزقة
تحدثنا في مقال الأمس،وكان بعنوان : ( ليبرمان يتجاوز هتلر)، لأنه اتخذ من تجديد الحرب على غزة كل عامين، مادة للدعاية الانتخابية، في انتخابات الكنيست في مارس القادم ، وهم ما لم يفعل هتلر مثله ؟! ونافسه في ذلك الموقف أخر ون منهم رئيس الأركان جالنيت ؟! ، وكانت هذه المنافسة العسكرية العلنية للقتل الأولى في الانتخابات الصهيونية الداخلية، الأمر الذي يؤشر على توجه الناخبين نحو الحرب، وتأييد من يشعلون نيرانها ضد غزة.
هذه الصورة المخيفة، والعدوانية، هي الأحق بالنقل إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي كشكوى عاجلة، لو كانت لفلسطين قيادة وطنية حصيفة تغار على دماء سكان غزة؟! إن غياب هذه القيادة ربما أتاح الفرصة لإسرائيل للتلاعب بالمؤسسات الدولية ،و تضليلها من خلال الشكوى الاستباقية لمجلس الأمن والتي زعمت فيها أن حماس تستعد لمواجهة عسكرية جديدة، وأن حماس تعطل الإعمار بهذه الاستعدادات العسكرية؟!
قديما قال المثل : ( ضربني واشتكى، وسبقني وبكى)، اسرائيل تسبق بالبكاء لمجلس الأمن، بينما وزير خارجيتها يعد الناخبين بحرب جديدة، ومستمرة كل عامين على غزة ؟!
خطاب قادة حماس يطالب دولة الاحتلال ، والمجتمع الدولي ، بفك الحصار عن غزة، وتسهيل عمليات إعادة الإعمار، وليس في خطابهم بعد معركة العصف المأكول تهديدا بحرب جديدة.
إنه بالرغم من انحياز مجلس الأمن بقيادة واشنطن عادة إلى إسرائيل، غير أن أية بعثة تقصي حقائق ستقف على حقيقة الأوضاع المأساوية الناتجة عن الحصار، وعن توقف إعادة الإعمار، وسيقف على التعديات الحدودية والبحرية التي وقعت بعد إبرام تهدئة أغسطس ٢٠١٤م، وعلى أسباب توقف الجولة الثانية من جولات المفاوضات غير المباشرة تهربا من استحقاقات التهدئة ووقف إطلاق النار التي تخص مجتمع غزة ؟!
إسرائيل التي تشتكي لمجلس الأمن في هذه الفترةزتستهدف : التغطية على تهديدات ليبرمان وجالنيت وغيرهم من ناحية، وتستهدف إعداد المسرح الدولي لتقبل حرب جديدة ضد غزة، ربما تكون بعد مارس وبقرار اسرائيلي ، من ناحبة قانية.
إن تزايد شعور الإسرائيليين بفشل معركة الجرف الصامد، وعدم تحقيقها لأهدافها على الرغم من أنها الحرب الأطول في تاريخ الصراع منذ عام ١٩٤٨م ، وأنهيار نظرية الردع أمام صمود المقاومة وإبداعاتها، يزيد من احتمالات قيام اسرائيل بعدوان جديد، وحرب جديدة ضد قطاع غزة، لمعالجة عناصر الفشل في الحرب الأخيرة.
ومن ثمة يمكن القول بأن إسرائيل التي تمنع إعادة إعمار غزة ، تعمل على تهيئة المسرح الدولي والإقليمي لعدوان جديد على غزة، تحت تهمة أن حماس هي التي سعت للحرب وللقتال؟!