د. يوسف رزقة
نحن الموقعين أدناه نطالب بنقل مسئولية إدارة المؤسسات التعليمة والصحية، وبالذات المدارس الحكومية إلي سلطة وكالة الغوث الدولية (الأنروا) . ونطالب الدول المانحة العربية والأجنبية أن تقدم مخصصات التعليم والصحة من الأموال المرسلة للسلطة إلى الأنروا مباشرة، لأن رئيس السلطة لا يقوم بواجباته في غزة بشكل عام وفي هذين القطاعين بشكل خاص، مما يهدد العملية التعليمية برمتها، ويهدد الخدمات الصحية تهديدا خطيرا.
نحن الموقعين أدناه لا نمزح، ولا نناور إعلاميا، بل نقول مضطرين الحقيقة المرّة التي يجب أن نقولها بعد أن بلغ السيل الزبا، واتخذ محمود عباس التعليم والصحة رهينة في يده يساوم بها حماس لتقديم مزيد من التنازلات. نحن المعلمين، وموظفي الصحة ، نطالب بإخراجنا، وإخراج مطالبنا وحقوقنا من المناورات السياسية.
لقد طالبنا ذلك كثيرا، وطالبنا حكومة التوافق بصرف رواتبنا، وأضربنا، وتظاهرنا من أجل الوصول إلى حقوقنا المشروعة، ولكن عدنا بخفي حنين، ولم يعد بمقدورنا التحمل والصبر، لذا قررنا مطالبة الدول الأوربية المانحة بدفع مخصصات التعليم والصحة في غزة إلى مؤسسة الأنروا، من أجل إنقاذ التعليم والصحة من الانهيار. وأحسب أن جميع الموظفين في المؤسستين سيوقعون برضاهم على هذه المطالب، إلى أن تجد المشكلة السياسية حلا.
لا علاقة لمطالبنا بالسياسة، أو بالسيادة. مطالبنا لها علاقة بحياتنا اليومية، بطعامنا وطعام أطفالنا، لها علاقة بجوعنا، بل لها علاقة بصحتنا وبتعليم أبنائنا. أما السياسة والسيادة فهذه أمور تعني من شبعوا، وبطروا، ووضعوا أيديهم على مال الشعب ومستحقاته باسم القيادة والسياسه، وهم أفشل الخلق في الأمرين معا.
لا يمكن للمعلم، ولا يمكن للطبيب، ولا يمكن للمرض، أن يقوموا بواجبات أعمالهم ، دون أن يتلقوا رواتبهم على مدى ثمانية أشهر كاملة؟!
نحن الموقعين أدناه نطالب بحق أبنائنا في تعليم جيد يناسب العصر، ومن حقنا أن نطالب بحقنا في العلاج الصحي ، وعلاج أطفالنا، ونحن في حاجة إلى الراتب المنتظم لكي نحيا ولا نجوع، أما السياسة والمناورة، والفذلكة الكلامية، والجدل، ودجل بيزنطية ، فإنا طلقناه ثلاثا، وألقيناه (بعجره وبجره ) في حجر أهل السياسة والقادة.
عباس رجل سياسة. وليس مالكا لمال الشعب، سواء أكان من الضرائب التي يدفعها الشعب، أو من تبرعات الدول المانحة، وليس له الحق في العطاء والمنع على قاعدة السياسة والولاء.
نحن الموقعين أدناه نقول له اختلف مع حماس ما شئت أن تختلف، وناكفها ما استطعت من المناكفة، وراوغها ما وسعتك المراوغة، فهذا الميدان لا نحسنه نحن المعلمين. ولا يجيده إخواننا الأطباء. نحن نجيد مهنة التعليم فقط، ونقدمه لأبناء الشعب كافة دون كشف عن الولاء السياسي. ونحن الأطباء نداوي ونعالج المرضى من كل دين ومذهب، ومن كل تيار وحزب، وهذا واجبنا، وقد مللنا من محاولات إفهامكم الحقيقة مجردة، ولما ( غلب حمارنا) قررنا أن نناشد ( الأنروا ) أن تتدخل وأن تضع يدها إدارة التعليم والصحة، لأن رئيس السلطة يمنع مكونات السلطة والحكومة من القيام بواجباتها في غزة.
الموقعون أدناه هم كل الموظفين في التعليم وفي الصحة، والتوقيعات محفوظة. والبقية تأتي، والرواية مستمرة.