د. يوسف رزقة
لا تقدم حقيقي في ملف إعادة الإعمار. لا جديد في في عمل المعابر. مواد البناء غير متوفرة في أسواق غزة. الحديث عن آلية الأمم المتحدة لا تقدم حلا، ولا نصف حلّ، لحاجة السكان. ما تحكيه التصريحات الإعلامية المتفائلة التي تصدر من لأمم التحدة، أو من الشئون المدنية في السلطة، لا رصيد لها في الواقع. إنها تصريحات بلا رصيد تماماً كتصريح الرجوب حول قرار السلطة بوقف التنسيق الأمني.
كان تصريح وقف التنسيق الأمني للاستهلاك المحلي، واحتواء الأزمة، وكانت اسرائيل أكثر مصداقية، حين قالت إن السلطة لا تستطيع، ولا تجرؤ على وقف التنسيق الأمني. ولا يختلف حديث السلطة عن الإعمار وعن المعابر عن حديثها حول وقف التنسيق الأمني، فهو كلام للاستهلاك المحلي، وإدارة أزمة هي جزء منها.
حديث قيادة السلطة عن تسليم المعابر، وعن ضرائب على المواد، الهدف منه تحميل حماس مسئولية المعاناة التي يعاني منها المتضررون، للإضرار بحماس وبشعبيتها بين المواطنين، غير أن سياسة التضليل، والعرقلة باتت مكشوفة في عالم الاعلام الجديد، ومن ثمة وجدنا الجماهير الشعبية أكثر التفافا حول حماس في ذكرى انطلاقتها، ووجدنا وسائل الاعلام الجديد تزدحم بالتعليقات الإيجابية على العمليات العسكرية الناجحة في ( زكيم، وأبي مطابق).
إن محاصرة غزة من خلال كيس الإسمنت أمر غير متصور أن ينجح في عالم قائم على التجارة الحرة، لذا لا تجد ثمة قناعة في المجتمع الصهيوني في قضية منع غزة من البناء، ولا قناعة راسخة عنده باستمرار الحصار على غزة بعد أن ثبت أنه فشل في تحقيق أهدافه.
إنك إذا تأملت المواقف المتباينة من الحصار داخل المجتمع الصهيوني، تجد أنه ثمة أصوات كبيرة في الأجهزة الأمنية تطالب برفع الحصار، ولتسهيل إدخال مواد الإعمار لكي تتم عملية احتواء انفجار قادم.
هذه الموقف تحتاج إلى قيادة فلسطينية حقيقية تستثمر هذه الأصوات لصالح السكان عامة، ولصالح المتضررين من الحرب الأخيرة خاصة. غير أن السلطة تقف بمعزل عن مطالب سكان غزة، لاسيما أنها هي لا تقوم بواجباتها إزاء غزة.
نعم ثمة معاناة متزايدة للعدم نجاح آلية روبرت سيري لإدخال مواد الإعمار رغم العاطفة التي يحملها سري نحو غزة ، ويبدو أن ضعف أداء الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني باتت جزءا من المشكلة، لذا يجدر بالفصائل مجتمعة وبالذات حماس، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، وممثلين عن المتضررين بشكل مباشر عقد مؤتمر، أو ورشة عمل لمناقشة آلية الأمم المتحدة، وفشلها كمنظمة دولية في القيام بواجباتها نحو اللاجئين.
إن عواطف روبرت سيري مع السكان في غزة، غير مجدية كثيرا من الناحية العملية لأنه غير قادر على ترجمتها الى أعمالا بشكل جيد.
إن بقاء مؤسسات المجتمع، وفصائله في دائرة الظل أو الصمت والانتظار يضر بمصالح السكان ويعيق الإعمار ويزيد المعاناة، ومن أوجب الواجبات مناقشة المؤتمر لفشل السلطة وحكومة التوافق القيام بواجباتها في مسألة إعادة الإعمار.