درس المغرب أنفع من المشرق
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

درس المغرب أنفع من المشرق

 فلسطين اليوم -

درس المغرب أنفع من المشرق

د. يوسف رزقة

فاز حزب العدالة والتنمية المغربي ، وهو من الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية بالمرتبة الأولى في الانتخابات ( الجهوية)، وبالمرتبة الثالثة في انتخابات البلديات. الانتخابات البلدية والجهوية هي تمهيد للانتخابات البرلمانية القادمة. لقد أنجزت المغرب الانتخابات بسلام وأمن وشفافية. وقدم المغرب درسا عربيا في العمل الديمقراطي تحت رعاية ملكية ذكية، نفت بتصرفها الملكي الديمقراطي ما توصف به عادة الملكيات من استبداد واستئثار وقمع وإقصاء.
درس المغرب، كدرس تونس، كلاهما جدير بالمناقشة، وبالاهتمام، إذ تكاد الدولتان أن تكونا الوحيدتين التي نجح فيهما الربيع العربي في ٢٠١١م نجاحا نسبيا. البلدان نجيا من قبضة الثورة المضادة، التي اتسمت بديكتاتورية العسكر، وبعودة الدولة العميقة المتسلطة، بوجه أكثر استبداد وقمعا.
هل يرجع نجاح الربيع العربي في الدولتين،( وإن كان النجاح نسبيا) ، إلى وعي الأحزاب السياسية، أم إلى ثقافة الشعب ووعيه، أم إلى ضعف قبضة العسكر، أم إلى حكمة الملك في المغرب، وحكمة النهضة في تونس؟! هذه الأسئلة الاستفسارية جديرة بالمقاربة السياسية في ورشة عمل جامعة في غزة تقوم عليها فصائل العمل الوطني والإسلامي، أو تتعاون على إنجازها مراكز أبحاث، أو تتولاها جريدة فلسطين.
في درس المشرق العربي سال الدم من الربيع العربي جداولا في مصر وسوريا واليمن، وما زال الدم يسيل، وما زال الهدم يتوالى، وقد امتد (عار المشرق) ليصل مع المهاجرين السوريين إلى المجر، والنمسا وألمانيا، حيث سجل التاريخ أكبر حالة هجرة جماعية بعد الحرب العالمية الثانية، وأكبر حالة موت غرقا في البحر منذ التاريخ المذكور؟! وسجلت المحاكم المصرية أكثر حالات الإعدام عددا في العالم في فترة شهر، أو سنة، أوبضع سنين، دون أن تحوز هذه الأحكام على أدنى تقبل من العالم الحر لها، لأنها أحكام سياسية تفتقر إلى الأدلة القانونية المعتبرة التي تبرر صدورها.
درس بلاد المشرق العربي كان دمويا، ملطخا بالأحمر القاني، وكان كشفا عن الدولة العميقة ونفوذها، واستبدادها، وخوف الشعب من مواجهتها، مع فساد أحزاب المشرق وتقبلهم العيش على فتات الاستبداد، رفضا للإسلام، ولسان حالهم يقول frown emoticon نار العسكر والدولة العميقة، ولا جنة الحركات الإسلامية ولإخوان؟!). بينما كان درس المغرب العربي درسا مدنيا، وحضاريا، بلا دماء، ولا هدم، ولا إقصاء، بل انتخابات، وصندوق اقتراع، وتدول سلمي للسلطة بإشراف الملك نفسه، بعد تنازله عن بعض صلاحياته.
درس المغرب درس البناء المتدرج للديمقراطية العربية. ودرس المستقبل المتسامح مع الماضي شرط الالتزام بقواعد التغيير الجديد، والبعد عن الدم والسلاح والاستبداد. نجحت المغرب، ونجحت تونس، والنجاح هنا نسبي، وبتقدير جيد جدا، وقد يصل إلى الممتاز لاحقا، ولكن لماذا نجحوا ولماذا فشل المشرق؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس المغرب أنفع من المشرق درس المغرب أنفع من المشرق



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday