خيبة الأمل بين اللغة والعمل
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

خيبة الأمل بين اللغة والعمل

 فلسطين اليوم -

خيبة الأمل بين اللغة والعمل

د. يوسف رزقة

لست أدري ما الترجمة العملية لخيبة الأمل، حين نقول إن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس تشعر بخيبة أمل من الخطاب الذي ألقاه أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ما الترجمة المتوقعة لخيبة الأمل؟! هل سيترجم عباس ذلك في قرارات حاسمة، أم أننا سنقف عند وصف المشاعر كعادة الزعماء العرب حين يخيب ظنهم في الإدارة الأميركية؟! .
كان أوباما قد تحدث في خطابه عن قضايا خارجية عديدة منها: ( الأزمة السورية وسبل حلها، و الاتفاق النووي الإيراني الذي اعتبر تحقيقه إنجازا، و الأزمة الأوكرانية، و محاربة الإرهاب وهزيمة تنظيم الدولة، والتعاون الدولي من أجل ذلك ...) وتجاهل متعمدا الحديث عن الملف الفلسطيني؟!
الأمر الذي جعل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يعرب عن خيبة أمله من إهمال أوباما للموضوع الفلسطيني. وتساءل عريقات قائلا: "هل يعتقد الرئيس أوباما أن بإمكانه هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب، أو تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بتجاهله لاستمرار الاحتلال والاستيطان، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى؟".
ثمة أسباب عديدة يمكن الوقوف عليها لتفسير تجاهل أوباما للقضية الفلسطينية في خطابه، ومنها أنه لا يؤدّ الدخول في معركة جديدة مع نيتنياهو، واللوبي الصهيوني في أميركا، ومن ثمة التأثير سلبا على المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية التي تقف على الأبواب. أوباما يبحث عن مصالح حزبه الديمقراطي ويجعلها في مقدمة محددات خطابه، ومنها أنه يريد أن يرسل لعباس وغيره أنه لا فائدة من مواصلة أميركا لرعاية المفاوضات مع وجود نيتنياهو في الحكم. ومنها الإعراب عن ملل الإدارة الأميركية من الملف الفلسطيني، لذا قررت تجاهله، فهو لم يعد من أولويات عمل الإدارة الأميركية فيما تبقى لها من زمن في البيت الأبيض. والأهم من ذلك كله أن عباس الذي أسرف في مفاوضات عبثية، وحرق كل الأوراق الأخرى، وأسلم رقبته لحبال البيت الأبيض لا يملك أدنى ورقة للضغط على الإدارة الأميركية لكي تتحدث في الملف الفلسطيني، كما تحدثت في الملف السوري، وملف تنظيم الدولة، وملف إيران.
في الملفات الثلاثة : ( السورية، والإيرانية، وتنظيم الدولة) هناك أوراق ضاغطة على أوباما تمنعه من تجاهل واحدة منها، لذا ذكرها وقلبها وأبدى اهتمام إدارته فيها، ولا توجد مع عباس أوراق مماثلة؟! لذا على عريقات لوم نفسه ولوم عباس وسلطته قبل لوم أوباما. الدول الكبرى تحترم القوي والمشاغب، ولا تحترم الذليل الخانع، وأنتم بسياستكم الخرقاء فرضتم على الشعب الخنوع، وانتظار إدارة أوباما، بعد أن انتظرتم إدارة بوش الابن من قبل، وخرجتم منها بصفر كبير، ولم تتعلموا الدرس الواجب أن تتعلموه.
منذ قرابة (١٦) عاما وانتم تنتظرون الإدارة الأميركية لتطبيق حل الدولتين كما طرحه بوش الابن يوم احتل بغداد. ذهب بوش الجمهوري، وجاء أوباما الديمقراطي وانتظرتموه ثمان سنوات أخريات، وها هو سيرحل قريبا عن البيت الأبيض، وستنظرون خلفه، ولن يفيدكم الانتظار إلا خيبة وذلة. لذا فإن عمر (خيبة الأمل) عندكم يا سيد عريقات عقود من الزمن. نعم عقود بدأت مع إدارتكم الفاشلة لملفات القضية الفلسطينية على المستويين الداخلي والخارجي، وما زالت . فلوموا أنفسكم كما تلومون أوباما على الأقل، وترجموا خيبة أملكم ولومكم إلى قرارات مفيدة لترفعوا عن الشعب بعضا من الخنوع الذي فرضتموه بالقوة. .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيبة الأمل بين اللغة والعمل خيبة الأمل بين اللغة والعمل



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday