جارة أم عدو
آخر تحديث GMT 18:28:05
 فلسطين اليوم -

جارة أم عدو؟!

 فلسطين اليوم -

جارة أم عدو

د. يوسف رزقة

هل قررت الكويت مؤخراً كسر حالة الفتور في علاقتها مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية؟! أم قررت أن تبدأ بخطوة مدروسة نحو التطبيع مع اسرائيل؟! الكويت الدولة التي عانت من احتلال صدام كثيرا، وجافت المنظمة لموقف عرفات المؤيد لصدام، قامت هذه الأيام بخطوة كبيرة في توقيت ملتبس، إن لم يكن خطيرا.
الكويت ترأس القمة العربية، وترأس أيضا القمة الاقتصادية، وهي عضو مؤثر في مجموعة مجلس التعاون الخليجي، وهي على علاقة وثيقة جدا مع واشنطن، وهي لا تحتاج مساعدات اقتصادية أو مالية من أحد، فقد انعم الله عليها بما يفيض عن حاجتها، وعندها مدخرات واستثمارات لا أملك لها الآن رقما.
الكويت هذه، التي تحتضن حالة ديمقراطية متميزة في الوطن العربي، وفيها أحزاب إسلامية متعددة، لها تواجد كبير في الشارع الكويتي، قررت حكومتها أن يقوم وزير خارجيتها بشكل مفاجئ بزيارة إلى رام الله، ثم الصلاة في المسجد الأقصى.
الحكومة الأردنية سهلت الزيارة لتكون من خلال طائرة مروحية أردنية، تقل الوزير الى رام الله، دون أن تختم اسرائيل جواز سفره، ولكن الوزير لا يستطيع الوصول الى المسجد الأقصى بالطائرة، ولا بدّ له من المرور على الحواجز الاسرائيلية، وفي كل فإن القرار الإسرائيلي حاضر بالشكل الذي ترضاه حكومة نيتنياهو.
كل من زاروا المسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال مثل علي جمعة مفتي مصر وغيره، زعموا أنهم فعلوا ذلك من أجل فلسطين، ومن أجل إسلامية القدس والمسجد، أي أنهم قاموا بفعل ضد اسرائيل، وبودي تقبل هذا الادعاء، ولكن الزيارة تمت بموافقة اسرائيل وبرضاها، وأنا الفلسطيني ابن غزة والضفة لا تسمح لي اسرائيل بزيارة المسجد الأقصى؟! فكيف لى أن أتقبل هذه المعادلة؟! ولا علامة واحدة على مؤشر الإضرار بمصالح اسرائيل.
المسجد الاقصى يطلب من العرب والمسلمين التحرير، ولا يطلب الزيارة تحت الاحتلال، ولأن التحرير غير وارد عربيا الآن، فإن الزيارات هذه تخدم اسرائيل، أكثر مما تخدم فلسطين، وهي باب من أبواب التطبيع التي تفتح الطريق أما دول الخليج وغير الخليج، مع رضا منهم بالأمر الواقع، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون، وشعوب العرب والمسلمين.
لا فائدة لهذه الزيارة عائدة للكويت، ولا فائدة منها لفلسطين والأقصى على وجه التحديد، وحين تأتي بعد عدوان قاسي وشرس على غزة، قتلت فيه اسرائيل ألفين، وجرحت عشرة آلاف، وهدمت عشرين ألف وحدة سكنية، وما زالت تحاصر غزة، تكون الزيارة للمسجد الأقصى غير مفهومة، وتؤذي مشاعر سكان القطاع، حيث لم يسجل أحد من وزراء الخارجية العرب حتى الآن زيارة لغزة لمواساة أهلها، بينما يواسي قادة النظام العربي قاطبة أميركا بمقتل أمريكيين بيد داعش. مقتل أمريكي جريمة لا تغتفر، ومقتل شعب كامل في غزة جريمة فيها نظر، حتى عند قادة العرب الأماجد؟!
يبدو أن اسرائيل لم تعد عدوا، ولم تعد تهديدا للعرب، وللخليج على وجه التحديد، وبناء على هذا المتغير، تمت الزيارة، التي ستتبعها زيارات أخرى، من أطراف عربية، حتى وإن تمادت اسرائيل في القتل والاستيطان وتهويد القدس، ورفضت المبادرة السعودية؟! اسرائيل اليوم جارة، وليست عدوا، وحسن الجوار قيمة عربية أصيلة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جارة أم عدو جارة أم عدو



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday