جارة أم عدو
أخر الأخبار

جارة أم عدو؟!

 فلسطين اليوم -

جارة أم عدو

د. يوسف رزقة

هل قررت الكويت مؤخراً كسر حالة الفتور في علاقتها مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية؟! أم قررت أن تبدأ بخطوة مدروسة نحو التطبيع مع اسرائيل؟! الكويت الدولة التي عانت من احتلال صدام كثيرا، وجافت المنظمة لموقف عرفات المؤيد لصدام، قامت هذه الأيام بخطوة كبيرة في توقيت ملتبس، إن لم يكن خطيرا.
الكويت ترأس القمة العربية، وترأس أيضا القمة الاقتصادية، وهي عضو مؤثر في مجموعة مجلس التعاون الخليجي، وهي على علاقة وثيقة جدا مع واشنطن، وهي لا تحتاج مساعدات اقتصادية أو مالية من أحد، فقد انعم الله عليها بما يفيض عن حاجتها، وعندها مدخرات واستثمارات لا أملك لها الآن رقما.
الكويت هذه، التي تحتضن حالة ديمقراطية متميزة في الوطن العربي، وفيها أحزاب إسلامية متعددة، لها تواجد كبير في الشارع الكويتي، قررت حكومتها أن يقوم وزير خارجيتها بشكل مفاجئ بزيارة إلى رام الله، ثم الصلاة في المسجد الأقصى.
الحكومة الأردنية سهلت الزيارة لتكون من خلال طائرة مروحية أردنية، تقل الوزير الى رام الله، دون أن تختم اسرائيل جواز سفره، ولكن الوزير لا يستطيع الوصول الى المسجد الأقصى بالطائرة، ولا بدّ له من المرور على الحواجز الاسرائيلية، وفي كل فإن القرار الإسرائيلي حاضر بالشكل الذي ترضاه حكومة نيتنياهو.
كل من زاروا المسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال مثل علي جمعة مفتي مصر وغيره، زعموا أنهم فعلوا ذلك من أجل فلسطين، ومن أجل إسلامية القدس والمسجد، أي أنهم قاموا بفعل ضد اسرائيل، وبودي تقبل هذا الادعاء، ولكن الزيارة تمت بموافقة اسرائيل وبرضاها، وأنا الفلسطيني ابن غزة والضفة لا تسمح لي اسرائيل بزيارة المسجد الأقصى؟! فكيف لى أن أتقبل هذه المعادلة؟! ولا علامة واحدة على مؤشر الإضرار بمصالح اسرائيل.
المسجد الاقصى يطلب من العرب والمسلمين التحرير، ولا يطلب الزيارة تحت الاحتلال، ولأن التحرير غير وارد عربيا الآن، فإن الزيارات هذه تخدم اسرائيل، أكثر مما تخدم فلسطين، وهي باب من أبواب التطبيع التي تفتح الطريق أما دول الخليج وغير الخليج، مع رضا منهم بالأمر الواقع، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون، وشعوب العرب والمسلمين.
لا فائدة لهذه الزيارة عائدة للكويت، ولا فائدة منها لفلسطين والأقصى على وجه التحديد، وحين تأتي بعد عدوان قاسي وشرس على غزة، قتلت فيه اسرائيل ألفين، وجرحت عشرة آلاف، وهدمت عشرين ألف وحدة سكنية، وما زالت تحاصر غزة، تكون الزيارة للمسجد الأقصى غير مفهومة، وتؤذي مشاعر سكان القطاع، حيث لم يسجل أحد من وزراء الخارجية العرب حتى الآن زيارة لغزة لمواساة أهلها، بينما يواسي قادة النظام العربي قاطبة أميركا بمقتل أمريكيين بيد داعش. مقتل أمريكي جريمة لا تغتفر، ومقتل شعب كامل في غزة جريمة فيها نظر، حتى عند قادة العرب الأماجد؟!
يبدو أن اسرائيل لم تعد عدوا، ولم تعد تهديدا للعرب، وللخليج على وجه التحديد، وبناء على هذا المتغير، تمت الزيارة، التي ستتبعها زيارات أخرى، من أطراف عربية، حتى وإن تمادت اسرائيل في القتل والاستيطان وتهويد القدس، ورفضت المبادرة السعودية؟! اسرائيل اليوم جارة، وليست عدوا، وحسن الجوار قيمة عربية أصيلة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جارة أم عدو جارة أم عدو



GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:26 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أزمة الوسيط العربى بين أطراف الصراع

GMT 05:24 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

التعلم بالتعليم

GMT 05:23 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

لكن من يُصلح الخطاب الديني؟

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 10:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكور شرقي وكلاسيكي في منزل نجوى كرم في لبنان

GMT 12:49 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعرف على موعد عرض مسلسل "شديد الخطورة" على" watch it"

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday