بين التحول والعجز هموم وهموم
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

بين التحول والعجز هموم وهموم

 فلسطين اليوم -

بين التحول والعجز هموم وهموم

د. يوسف رزقة

ثمة تحول ما في مواقف دول غربية من القضية الفلسطينية. التحول ليس كبيرا حتى هذه اللحظة، ولكنه مهم، وذي مغزى. ربما جاء هذا التحول من تعنت حكومة نيتنياهو ورفضها التعامل الإيجابي مع حلّ الدولتين، حتى بحسب المفهوم الأميركي والغربي. ثمة شعور متزايد في البرلمانات الأوربية، وبين النخب السياسية، والمثقفة، التي تهتم بالشرق الأوسط، أن إسرائيل تتجه نحو إجهاض حلّ الدولتين، من خلال الإجراءات العملية التي تلتهم الأرض، وتمنع قيام دولة فلسطينية. وربما زادت الحرب العدوانية الأخيرة على غزة، وما نتج عنها من قتل وتدمير، وتشديد للحصار بما يعيق اعادة الإعمار من تفهم المطالب الفلسطينية، وضرورة إحداث تحول يضغط على نيتنياهو وحكومته، للتفاوض على حدود الدولة الفلسطينية، وتحديد زمن لانسحاب كامل من الأرض الفلسطينية.

إن من مظاهر هذا التحول قرار البرلمان البريطاني الذي يدعو بأغلبية ساحقة الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧، وقد وصفت الصحف هذا الموقف بالرمزي، ولكن قادة الدولة العبرية، ينظرون له على أنه واحد من أهم التحولات الخطرة وذات المغزى، لذا وجدنا قادة حكومة اليمين كليبرمان، وبينيت يهاجمون الموقف البريطاني، ويدعون أنه سيعمل على إفشال المفاوضات، بينما توجهت قيادات يسارية من حزب العمل وغيره الى تحميل نيتنياهو مسئولية هذا التحول في البرلمان البريطاني بسبب فشل مفاوضات التسوية مع عباس، وتوقفها منذ فترة طويلة.

التحول البريطاني مهم لأنه مؤثر في مواقف دول أخرى في الاتحاد الأوروبي ، ولأنه يأتي بعد موقف حكومة السويد القاضي بالاعتراف بدولة فلسطين، ولأنه يأتي في هذه المرحلة، التي يبدو فيها أفق الحلّ مغلقا، وأن المنطقة تتجه نحو الصراع العسكري، ونحو عدم الاستقرار. في دولة الاحتلال امتعاض من الموقف السويدي، ومن موقف البرلمان البريطاني، لأنهما يتضمنان رسالة تقول : لقد ملت الدول الأوربية من الموقف الاسرائيلي، وترى في فشل المفاوضات ما يهدد الاستقرار، وأن مصالح دول الغرب في المنطقة ترتبط بحلّ مقبول للقضية الفلسطينية، ومن ثمة فإن موقفهما يحمل إغراء لدول أخرى للحذو حذوهما
لقد رحبت السلطة، وحماس، بموقف السويد، وبقرار البرلمان البريطاني، ولكن الترحيب لا يكفي، لأن السلطة عاجزة عن استثمار هذا التحول، ولأن الدول العربية عاجزة أيضا، وباتت مشغولة بهمومها الداخلية، وبالصراعات الطائفية والمذهبية، وباتت إسرائيل تحاول اختراق المواقف العربية بغرض العمل المشترك ضد تنظيم الدولة، وضد الطموحات الإيرانية، ويبدو أنها نجحت بتحقيق نجاحات مهمة في هذه المسألة. ومن ثمة تراجعت ، أو تقلصت مساحة الاهتمام بالقضية الفلسطينية في اعلام الدول العربية، حتى أنك لا تجد تغطية حقيقية لما يجري في المسجد الأقصى من انتهاكات خطيرة في هذه الأيام، حيث تتجه نحو تطبيق التقسيم الزماني والمكاني عمليا بدون إعلان. الأقصى يشتعل، والعجز العربي والفلسطيني يخيم على هذه المرحلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين التحول والعجز هموم وهموم بين التحول والعجز هموم وهموم



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday