براءة واجبة
آخر تحديث GMT 18:28:05
 فلسطين اليوم -

براءة واجبة

 فلسطين اليوم -

براءة واجبة

د. يوسف رزقة

بالأمس كتب القضاء الفصل الأخير من ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١م. مبارك ، والعدلي وزير داخليته أبرياء من قتل المصريين، براءة الذئب من دم يوسف عيه السلام؟! وهم أبرياء من تهم الفساد أيضا؟! لم يبق من ثورة يناير شيئا. ويمكنك القول إن الشعب أخطأ في يناير لأنه قام بثورة شعبية عارمة على حاكم صالح، زاهد، عابد، لا يعرف الفساد ولا الظلم. حاكم حكم البلد ثلاثين عاما بالحب والعدل والديمقراطية، وأسس للحكم الرشيد، وأدخل مصر عالم الدول الصناعية العظمى، وسبق الهند واليابان، وكان كنزا لمصر وللأمة. 
كانت الثورة في ذلك التاريخ خطأ؟! وعلى من أخطا أن يتحمل تبعات خطئه؟! والعدل فوق الملك، وفوق الثورة، وفوق الشعب ، وقد تخطئ الأمة كلها، وقد تجمع على الخطأ، وقد ينفرد حاكم بالصواب. وهذا مبارك نموذج لهذه القاعدة. لذا يستحق من قادوا الثورة الخاطئة السجن، والإعدام ؟! 
نعم كان في ثورة يناير قتلى وجرحى بالعشرات، وعلى هذا يجمع الشعب المصري، ولكنه يختلف على من قتلهم؟! فحين حكم القضاء المصري في عهد المجلس العسكري بالمؤبد على مبارك، كانت في أوراق القضية وملفاتها ما يدين مبارك ويقنع المحكمة بإصدار الحكم وهي مطمئنة إلى أنه يستحق ذلك؟! . واليوم في ٢٩ نوفمبر٢٠١٤م يحكم القضاء ببراءة مبارك من القتل والفساد، ويلغي حكم القضاء السابق لأنه ليس في الأوراق ما يدين الرجل، ولا يدين وزير داخليته ؟! 
انتهى الأمر، ولا تعقيب على أحكام القضاء؟! هكذا يقول الإعلام في مصر؟! ولكن الشعب يسأل و أولياء يبكون أولادهم، ويسألون : من قتلهم ؟! الإجابة على السؤال محيّرة في أحسن الأحوال، وفي أسوئها فإن كبش الفداء جاهز ، إنهم الإخوان، وهل هناك في مصر وفي غيرها كبش فداء غيرهم ؟!
ومع ذلك يقولون في السياسة: ( مبارك ليس هو القضية . القضية هي ثورة يناير) . ثورة يناير كانت أجمل الثورات وأحلا الثورات ولكنها انتهت، إلى فشل كبير، وصفر أكبر، وياريت ظل القديم على قديمه. رجال ثورة يناير المجيدة في السجون ، وتنظرهم أحكام الإعدام والمؤبد، فقد أجرموا في حق الوطن، والشعب، والجيش، وفي حق النظام حين ثاروا على العدل والديمقراطية ؟! 
إن إعادة الأمور إلى نصابها يقتضي أن يخرج مبارك ببراءة واجبة، مع الاعتذار له عما فعله الشعب في يناير ؟! هذا من ناحية، ويقتضي أن يدخل قادة الثورة في السجن ؟! 
كان الشعب يتوقع حكم البراءة، كما يتوقع حكم الإدانة لمرسي. بل ثمة من يرجح إعدامه؟! وهؤلاء يفسرون انتشار الجيش والشرطة بأنه لم يكن بغرض التصدي لمظاهرات ٢٨ نوفمبر التي نفخها الإعلام المصري، وتعمد نفخها، بل كان انتشاره خطوة استباقية واحترازية للتصدي لردود الأفعال الغاضبة المحتملة على حكم البراءة، واحتواء الغاضبين من خلال القبضة الحديدية. انتهت ثورة يناير، والبقاء لله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

براءة واجبة براءة واجبة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday