الناتو  عنصرية الثقافة والقتل
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

الناتو : عنصرية الثقافة والقتل

 فلسطين اليوم -

الناتو  عنصرية الثقافة والقتل

د. يوسف رزقة

القتل بالطائرات حلال، والقتل بالسكين حرام، الأول رحيم، والثاني لئيم؟! . ليس دفاعا عن الدولة الاسلامية أو داعش، أو عما ينسب لها من أعمال قاسية، فلست خبيرا ولا عالما بها، ولكن كشفا لحقائق الثقافة والواقع، ودور السياسة الأوربية الأمريكية العنصرية في خلق التشدد والتطرف في البلاد الإسلامية والعربية، لتدمير أية صحوة إسلامية تملك الحكم وتحقق النهضة المنشودة شعبيا.
بالأمس القريب انتهى حلف ( الناتو ) في منتجع ( ويلز ) في شمال بريطانيا الى تشكيل قوة تدخل سريع لمواجهة تنظيم داعش، وتحطيم قدراته العسكرية وإنهاء وجوده، لكونه في نظرهم يمثل خطرا على بلادهم، وعى قيمهم، وعلى بلاد المنطقة التي نبع منها، وربما على العالم كما يراه الغرب فقط، وكانوا قد صنفوا داعش ضمن المنظمات الإرهابية بمعاييرهم، وأمدوا خصومهم بسلاح نوعي لتعزيز قدراتهم على مواجهته وهزيمته عسكريا.
ثمة أسباب عديدة ربما لتحرك الناتو بقوة، ومن بين هذه الأسباب ( ذبح) داعش لمواطنين أمريكيين، وتهديدهم بذبح بريطاني، وهذا السبب يحتاج منا إلى إضاءة ومناقشة.
إننا ابتداء نقول: لا يتقبل أحد من الفلسطينيين أو المسلمين عملية ( الذبح !) ، لأنها إعدام بقسوة بالغة. إنها قسوة بشعة ومستنكرة بشكل أشد حين تكون علنية، وحين تكون ضد أسير انت قادر عليه، وحين تصور وتبث على وسائل الإعلام باسم الحكم الإسلامي خلافا لرحمة الإسلام وقوانينه في العقاب. إن مبدأ العقاب بالقتل يحتاج عادة الى مبرر لا لبس فيه أولا، ثم إلى سيلة قتل فيها إحسان يحفظ حق القتيل وكرامته بما قرره الشرع الحكيم ثانيا ، وبما لا يلحق ضررا بغيره من ذويه ثالثا، فلا تزر وازرة وزر أخرى.
وهنا دعونا نسأل أنفسنا وغيرنا عن قتل أميركا والغرب لمسلمين وعرب، في بلاد عربية وإسلامية بصواريخ من طائرات استطلاع، أو طائرات حربية مقاتلة، وثمة شك في مبدأ القتل لأنه قتل خارج القانون، وبلا محاكمة عادلة، ولأنه قتل بقسوة بالغة، تتفوق على قسوة الذبح مرات ومرات، لأنه يجمع بين ( القتل والإحراق، وتقطيع الجسد إربا)، وغالبا ما تقتل الطائرات مع المستهدف أبرياء بحكم تواجدهم قريبا من الرجل المستهدف.
إنه حين تقتل أميركا، وإسرائيل الفلسطينيين، أو المسلمين، بتهمة الإرهاب الفضفاضة، مع حرق وتقطيع، لا ينعقد الناتو، ولا تستنكر دوله الجرائم، ولا يتحدث إعلامهم عن قسوة القتل وبشاعته، ويقف اعلام العرب والعالم أخرسا أبكما، وكأن من قتلوا خراف لا تستحق الذكر؟!! إن قتل اسرائيل لأطفال غزة في حربها الأخيرة ( الجرف الصامد) شاهد فذ على هذا الظلم، وهذا النفاق. لقد اجتمع الناتو حين قتلت داعش أميركيا واحدا أو اثنين ذبحا ليقرر قالتدخل السريع ضد داعش بحجج مختلفة.
القتيل الأمريكي صاحب (عيون زرقاء، وبشرة صفراء، وشعر أشقر، وله كل الحقوق ؟!)، والقتيل الفلسطيني مثلا ( لا عيون زرقاء، ولا بشرة صفراء، ولا شعر أشقر، وليس له حقوق الرجل الأميركي؟!) ، والأدهى من ذلك أنه مسلم، أو عربي مسلم، وهذا فارق في جذور المشكلة والثقافة، ولكن الغرب يخدعنا عادة ويقول للعالمية نحن لا نقاتل الإسلام ولكن نقاتل الإرهابيين ، وكأن الإسلام والمسلمين (تخصص إرهاب)، فلا توجد منظمة مسيحية أو يهودية، أو بوذية على قائمة الإرهاب، ولا يوجد صراع وقتل، وقتل مسبق الدفع بطائرات الاستطلاع وغيرها إلا في البلاد العربية والإسلامية فقط؟!
أليس قتل اسرائيل لأطفال غزة، ونسائها، وهدم الأبراج والبيوت على رؤوس ساكنيها وهم نائمون إرهابا، وهو أشد قسوة بألف درجة من ذبح داعش لرجل أو رجلين؟! أميركا والناتو أشد عنصرية من اسرائيل حين وصفوا قتل اسرائيل لسكان غزة بأنه ضرب من حق الدفاع عن النفس؟!.حق الدفاع عن النفس لا يكون للمحتل الغاصب، وإنما يكون للمظلوم المضطهد حين يغتصب وطنه وتسرق ثروته، ويقتل أبناؤه.
إن ممارسة ( اسرائيل، والناتو، وأميركا) للقتل العنصري، والقتل في أقسى صوره، وأبشع أشكاله، يخلقون بأعمالهم وعنصر يتهم وسياساتهم التطرف والتشدد. وهم أيضا يستثمرون ما خلقوا وصنعوا من تطرف بالتعاون مع قادة عرب ومسلمين ليستبقوا سيطرتهم واحتلالهم، ويمنعون المسلمين حقوقهم الطبيعية في دولة إسلامية تحكم بعدل الإسلام؟!.
منذ أن انتهت الحروب الصليبية، وحلّ محلها الاستعمار الجديد، وأنتم ( أميركا والناتو واسرائيل) ما زلتم تقاتلون العرب والمسلمين بروح الصليبيين المورثة في ضمائركم، وأفكاركم وثقافتكم، وتزعمون أنكم لا تعادون الإسلام والمسلمين، ولكن عند شباب المسلمين ألف شاهد وشاهد على أنكم تعادون الإسلام كدولة وحكم، حيثما كانت هذه الدولة وهذا الحكم، ولكم في عداوتكم وسائل منظورة، وغير منظورة، ولا يقد على مكركم إلا الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناتو  عنصرية الثقافة والقتل الناتو  عنصرية الثقافة والقتل



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday