د. يوسف رزقة
تتناول وسائل التواصل الاجتماعي مسألة رواتب موظفي غزة ، وجلها يقول إن حكومة رامي الحمد الله ستصرف رواتب موظفي غزة للعاملين في السلك المدني قبل عيد الأضحى المبارك، وتقدر هذه الوسائل عددهم ب(٢٧ ألف موظف). ولا تذكر ما يتعلق برواتب موظفي السلك العسكري.؟!
من المؤكد أن خبرا مثل هذا يشغل عادة حيزا كبيرا من اهتمام الموظفين في السلكين المدني والعسكري. ولأنه كذلك ننوه الي أهمية قيام جهة رسمية مسئولة بتوضيح الخبر، والإجابة على الأسئلة المرتبطة به، وعدم ترك الموظفين نهبا للشائعات والتحليلات.
وأول الأسئلة أحقية بالتقدمة، هو ما يقول إذا صح الخبر، وصدق الفيس بوك ، وغيره ، وتم صرف راتب للمدنيين، فماذا عن رواتب العسكريين؟! ومن سيصرف لهم رواتبهم ومتى ؟! إنهم هم الذين يحفظون أمن سكان القطاع، ولا تستغني عن خدماتهم لا الوزارات المدنية، ولا المؤسسات المدنية، وأكثر من نصفهم كالشرطة، والدفاع المدني، يصنفون في الدول الأكثر تقدما في العالم ضمن السلك المدني.
إن مبدأ تقسيم الموظف في حالة غزة بالذات الى (مدني، وعسكري)، يقوم على أساس خاطئ ، ونية فاسدة، لذا وجب التحذير المبكر من هذه القسمة، التي ربما تهدف الى خلق صراع في المجتمع، والى إفساد الحالة الأمنية المستقرة، التي هي من أعظم منجزات حكومة اسماعيل هنية.
وثاني الأسئلة المتعلقة بالموضوع، أن الفيس بوك وغيره يتكلم عن راتب كامل، بينما تكلمت ورقة التفاهمات الأخيرة عن مكافأة، والفارق بين الأمرين كبير، وجلّ الموظفين، ونقابتهم، يرفضون مبدأ المكافأة، ولأنهم في حاجة ماسة لنفقات العيد، فهم يقبلون ما سيصرف ، على أنه سلفة على الراتب، وحبذا لو كان راتبا كاملا كما يقال. إن مبدأ المكافأة يبعث عندهم القلق والاضطراب، وهذا الأمر في حاجة الى بيان توضيحي من مسئول يملك المعلومة الصحيحة.
وثالث الأسئلة يقول لماذا الحديث المتكرر من حكومة الحمد الله وأعضائها عن مصدر رواتب غزة، وأنه طرف ثالث، سواء أكانت قطر أم غيرها، ولا حديث عن هذا المصدر حين يتم صرف رواتب موظفي السلطة قبل الانقسام، مع أن رواتبهم تأتي أيضا من مصدر ثالث؟! إن هذا الربط المتعمد يثير القلق على المستقبل عند الموظفين المعنيين، وحبذا لو تمّ توضيح ذلك الربط وأهدافه، أو الامتناع عن تكريره.
الموظف في غزة يمارس عمله بجدارة بحسب مقتضيات الوظيفة، مدنية كانت أو عسكريه، ولأنه لم يتسلم راتبه منذ اتفاق الشاطئ، ومرت عليه مناسبات سنوية تحتاج الى أنفاق استثنائي عادة، كالحرب، وافتتاح المدارس والجامعات، وموسم الحج، والزيتون، وعيد الأضحى ، فإنه ينتظر صرف راتب كامل له قبل العيد على أحر من الجمر، ويتمنى أن تصدق أخبار الفيس بوك هذه المرة. وهذا لا يلغي حاجته، وحاجة المجتمع الي الى جهة مسئولة تجيب على أسئلته.