الموساد  والاستثمار
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

الموساد .. والاستثمار

 فلسطين اليوم -

الموساد  والاستثمار

د. يوسف رزقة

ما زالت عملية الهجوم المباغت والقتل في وسط باريس يشغل وسائل الإعلام الغربي والعالمي، وجلّ الوسائل الإعلامية المعادية للإسلام تتجه نحو توظيف ما حدث لخدمة أجندتها على المدي الطويل، وهي أجندة تستهدف منع نمو وانتشار الإسلام في أوربا من ناحية، وتفعيل دور نشط للحكومات الغربية في معادة المسلمين، ومحاصرة التيارات الإسلامية في الشرق الأوسط، والوقوف ضد قضايا المسلمين وخاصة ضد قضية فلسطين في المحافل الدولية، من ناحية ثانية. 
ففي اسرائيل مثلا ثمة استغلال كبير للحدث، وتوجيه للقرار الفرنسي للعمل المشترك مع تل أبيب ضد الحركات الإسلامية، وضد المطالب الفلسطينية، على قاعدة أن قيام دولة فلسطينية سيكون مصدرا للإرهاب، وملاذا آمنا له ؟! وفي سوريا يتحدث النظام على أن ما حدث في باريس هو انقلاب متوقع من الإرهاب على من يدعمونه؟! ، وفي مصر ثمة تصريح للرئيس السيسي يدعو فرنسا للعمل مع مصر ضد الإرهاب، وهكذا يجتمع أعداء الإسلام والتيارات الإسلامية على استثمار الحدث لصالح استراتيجية بعيدة المدى. 
وفي خبر معاكس ولافت للنظر تحدثت صحيفة أميركية أن من قام باختيار الهدف، وقتل هذا العدد الكبير في الصحيفة، هو الموساد الإسرائيلي، الذي استطاع تجنيد بعض العملاء للقيام بعملية القتل، من أجل الانتقام من السياسة الفرنسية التي أيدت مطالب عباس في مجلس الأمن، وفي البرلمان الفرنسي. وهو خبر يقلب الرؤية الأكثر تداولا في الإعلام الغربي رأسا على عقب. ويبقى ما قالته الصحيفة الأميركية ممكنا ومحتملا، لا سيما ونحن نعلم حاجة إسرائيل لتهجير يهود فرنسا إلى دولة الاحتلال. 
وثمة من يزعم أن الحكومة الفرنسية تحاول ان تستثمر الحدث لترميم شعبيتها المنهارة بين الناخبين الفرنسيين، من ناحية، ولإطلاق يديها في عمليات قتل دموية للمسلمين خارج فرنسا، حيث تنشط جماعات الجهاد الإسلامي، في العراق ومالي والمغرب العربي، ومن ثمة التغطية على أعمالها السرية الخطيرة خارج فرنسا بالتعاون مع اسرائيل وأميركا، وهنا يمكن مراجعة السجون السرية الأميركية في العالم وتعاون العواصم المختلفة مع أميركا بعد أحداث سبتمبر. 
نحن في فلسطين نطالب أوربا بمراجعة موقفها من المطالب الفلسطينية، وبمراجعة موقفها من مطالب الحركات الاسلامية المعتدلة، والمنتخبة ديمقراطيا، وهنا لا بد أن تتذكر دورها في إجهاض التحول الديمقراطي في الجزائر، ثم في مصر
أوربا يمكنها أن تتعايش جيدا مع الإسلام السياسي حين يصل للحكم بالانتخابات ، لأن المسلمين لا يحملون عداء لمن سالمهم، وأعطاهم فرصتهم في الحياة الطبيعية، ولأن مساندة الدكتوريات لحفظ المصالح انتهى، وصار شيئا من الماضي، والمستقبل بات للإسلام المعتدل رغم ما يدور في بلاد العراق والشام، ومن أعرض عن المعتدلين ابتلاه الله بغيرهم من أهل البأس والتشدد. وهكذا هي الحياة، وهكذا هي السياسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموساد  والاستثمار الموساد  والاستثمار



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday