العقاب  والاستبدال
أخر الأخبار

العقاب .. والاستبدال

 فلسطين اليوم -

العقاب  والاستبدال

د. يوسف رزقة

تتناول وسائل الإعلام تصريحات فلسطينية، وتقديرات إسرائيلية، تقول : بأن عباس يصر على التوجه في نهاية الشهر إلى مجلس الأمن لوضع زمن محدد لإنهاء الاحتلال عن الضفة والقدس وغزة، وهو سيتوجه نحو هذه الخطوة سواء حصل على تسعة أصوات في مجلس الأمن ، أو لم يحصل عليها، حيث تشير التقديرات إلى أن السلطة جمعت ثمانية أصوات فقط، وتراهن على صوت فرنسا، ولكنه صوت غير مضمون. 
وتنسب وسائل الإعلام إلى السلطة أنه في حال الفشل في مجلس الأمن فستوقع على ميثاق روما، وانضمام إلى محكمة الجنايات، وواحد وخمسين معاهد، وبروتوكول. وفي حال الفشل في الخطوتين سيسلم عباس مفاتيح السلطة لنيتنياهو ؟! 
وفي موازاة ذلك تنقل وسائل الإعلام العبرية، وغيرها، تهديدات السلطات الإسرائيلية للسلطة إذا ما نفذت هذه الاستراتيجية السياسية، كما شرحها المالكي وزير الخارجية، ومن هذه العقوبات المهمة وقف توريد أموال المقاصة للسلطة، مما يعني عدم قدرة السلطة على دفع رواتب الموظفين؟! ومن التهديدات وقف دخول العمال الفلسطينيين من الضفة للعمل في داخل فلسطين المحتلة ؟! 
وتتحدث وسائل الإعلام أيضا عن ضغوط أميركية، وعربية ، وإقليمية، لمنع السلطة من تنفيذ خطواتها المتتالية، وتنسب إلى جون كيري قوله : إن الذهاب إلى مجلس الأمن، أو إلي ميثاق روما، هو بمثابة إعلان حرب على إسرائيل؟! نعم هكذا تزعم وسائل الإعلام، أو يزعم كيري ؟!
وهنا أودّ القول : ما قيمة تهديدات إسرائيل إذا كانت السلطة الفلسطينية ليس لديها ما تخسره؟! وما قيمة تهديدات جون كيري بعدما فشلت في دورها فشلا ذريعا لا مثيل له في عالم السياسة؟! حين وقع عرفات على أوسلو وعد شعبة بالدولة المستقلة ذات السيادة بلا احتلال. وهو ما وعد به عباس من بعده أيضا. توفي عرفات ولم يتحقق الهدف، وبلغ عباس سن الثمانين ولم يتحقق الهدف. وفي المقابل ازداد الاستيطان، وتغولت اسرائيل على القدس بغرض منع تقسيمها. وتمكنت إسرائيل من ربط اقتصاد الأراضي المحتلة بالاقتصاد الإسرائيلي، مما ساعدها في النهاية من نقل المشكلة الفلسطينية من مشكلة تحرير، ودولة ، إلي مشكلة رواتب موظفين، وعمال؟!
هب أن حكومة نيتنياهو أوقفت تحويلات الضرائب ( المقاصة)، وهب أنها أوقفت دخول العمال؟! فلن تغيّر هذه الإجراءات من الواقع شيئا، بل ربما تقربنا العقوبات من ساعة مواجهة الحقيقة ، وعندها سنجد بابا للحل لأن فلسطين كلها ستجتمع على رفض الحصار، ومقاومة إجراءات الاحتلال، وسيكون في هذا الاجتماع تصحيح لمسار أعوج ومنحرف، خضعت فيه السلطة لمقتضيات المال، والرواتب، ووعود أميركا وغيرها، ولو كان لديها العقل الكافي، والخبرة الكافية، لرفضت سلطان المال وتوجيهات العرب ، لأن المال هو الأقدر على إخضاع الرقاب، حين تقف المقاومة، ويتزايد إنفاق السلطة ؟! وهذا هو واقع السلطة. 
ليس أمام السلطة حلا مريحا هذا إن أحسنت التقدير ، وإن أساءت التقدير وقع الأسوأ. ما أمام السلطة الآن هو التراجع أمام التهديدات، مع مواصلة الخضوع والمذلة، وأن تتخلى عن هدف التحرير والدولة. وإما أن ترفض التراجع و الخضوع لمذلة المال والرواتب، وتتحدى العقوبات، وتبحث في حلول لها، ولا ثالث لهذين، بعد أن بلغ السيل الزبا، وبعد أن صار البقاء على الحال الراهن خسارة دائمة ليس بعدها خسارة؟!
إن البقاء في الواقع الراهن يعني أن يكون قانون الاستبدال الرباني هو قانون المرحلة القادمة. ولدي اعتقاد أن محاولات الاستبدال تجري في عواصم عربية وغير عربية، لتستبق قانون الاستبدال الرباني ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقاب  والاستبدال العقاب  والاستبدال



GMT 05:24 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

التعلم بالتعليم

GMT 05:23 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

لكن من يُصلح الخطاب الديني؟

GMT 05:22 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

... عن وحدة المجازر في منطقتنا

GMT 05:20 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

المُتحولون... وحُكم القانون

GMT 05:18 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

جدول أعمال المستقبل 2030

GMT 05:17 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السياسات الجمركية وتحوّر «العولمة»

GMT 05:16 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

سلاح «المقاومة»

GMT 05:15 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

فسيخ الدكتور عكاشة!

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday